منتديات لحن المفارق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ثقافي اسلامي ترفيهي رياضي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الاسرة ملف كامل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
روح الاسلام
المدير العام
المدير العام
روح الاسلام


انثى
عدد الرسائل : 2163
العمر : 50
الموقع : منتديات لحن المفارق
العمل/الترفيه : موظفة حومية
المزاج : عادي
الدولة : الاسرة ملف كامل D0dfd110
الاوسمة : الاسرة ملف كامل 3547_1180475852
تاريخ التسجيل : 25/03/2008

الاسرة ملف كامل Empty
مُساهمةموضوع: الاسرة ملف كامل   الاسرة ملف كامل Icon_minitimeالأحد 27 أبريل 2008, 12:58 pm




إطلالة على الأسرة عبر التاريخ

الأسرة في المنظور الإسلامي

الأسرة في الإسلام

حذار... الأسرة في خطر

نافـــذة الهلاك

دراسة اجتماعية تؤكد بأن الاختلاط ناجم عن سلبية الرجال

ســـلام البيت

دور الأسرة في تربية الأجيال

سورة النور ودورها في بناء الأسرة المسلمة

كيف تسهم المرأة في تنمية المجتمع وهي داخل بيتها


ما تسلسل من عناوين أسلفتها أحبتي
سأوردها تباعاً واسأله جل وعلا أن يوفقني في ذلك
وأن تردفوني متباعين ومن لديه موضوع عن الأسرة أو مقالة أو دراسة فليزودني بها وله جزيل الثواب
ليغدو الناقص تاماً كاملاً والكمال لوجهه سبحانه .




الافتـتاحية

الأسرة هي الخلية الأولى في بناء المجتمع المتماسك ، فإن صلحت صلح وإن فسدت فسد

لذلك وجب علينا أن نعي مكانة " الأسرة في المفهوم الإسلامي "

بكل ملامحها وخصائصها .

والزواج هو الطريق الشرعي الوحيد لبناء الأسرة وتكوينها

وهو - في المنظور الإسلامي - قائم على الرحمة والمودة ، وهو تكليف

أكثر منه تحقيقاً لرغبة أو قضاءً لوطر .



إطلالة على الأسرة عبر التاريخ

عرف المجتمع البشري نظام الأسرة منذ بداياته الأولى منذ عهد آدم أبي البشر عليه الصلاة والسلام
الذي خاطبه ربه سبحانه وتعالى غير مرة في القرآن الكريم خطاباً أسرياً،

قال تعالى :

{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ } (35) سورة البقرة)
بل إن هذا الخطاب الأسري كان مع خلق آدم
مما يشعر أن نظام الأسرة والاجتماع نظام فطري،
قال تعالى:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (1) سورة النساء)

وقال أيضاً:

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا } (189) سورة الأعراف)

وهذه الآيات وغيرها تفيد أن الإنسان اجتماعي بطبعه ولذلك لم يتركه الله عز وجل وحيداً
بل جعل له من جنسه من يسكن إليه ويجتمع معه.
وإذن فأقدم أسرة في تاريخ البشرية هي أسرة أبينا آدم عليه السلام
الذي عمّر طويلاً ومات بعد أن رأى من نسله أربعمائة ألف نسمة
- كما يذكر أهل التاريخ -
وهذا يعني أن آدم عليه السلام ترك مجتمعاً كاملاً رسّخ فيه نظام الأسرة وفضائل العمران والاجتماع ،
ووصى لابنه شيث فورث عن أبيه النبوة والفضل
وكان من نسلهما إدريس النبي الذي عاش من عمره ثلاثمائة سنة
مع آدم عليهما السلام حتى لحق آدم بربه.
فتوارث الأنبياء علم أبيهم ومنهجه في هذا المجتمع الإنساني الذي ترك .

ثم كان نوح بعد ذلك واستمرت معه مسيرة الأسرة ، وقصة أسرته عليه السلام معروفة منثورة قد ذكرها القرآن الكريم في غير موضع وذكرتها كتب التاريخ، وكان الطوفان ، وكانت من بعده الشعوب والقبائل ، وانتشر الخلق في أنحاء الدنيا يتوارثون نظام الأسرة جيلاً بعد جيل ، وإن اختلفت أشكال أسرهم وطرق اجتماعها ، لكنها بقيت أسراً مبنية على ذكر وأنثى - رجل وامرأة - يتزاوجان وتكون لهما ذرية ، وسواء كانت الزوجة أخت الزوج - كما كان على عهد آدم عليه السلام في أبنائه -
أم كان الزوج يجمع - والتعدد قديم قدم البشرية - بين الأختين ، أو بين الأقارب ، أو ما شابه ذلك مما تثبته كتب التاريخ.

والمهم أن نظام الأسرة وجد مع وجود البشر وهو مستمر ما دام للبشر وجود على الأرض ، ومن يُرِد أن يتتبع الأسرة ونظامها عبر التاريخ فلينظر في سير الأنبياء منذ آدم وأسرته وشيث وأسرته وإدريس وأسرته ونوح وأسرته وإبراهيم وأبنائه من الأنبياء وأسرهم … إلى محمد وأسرته صلى الله عليهم وسلم باعتبار أن الانبياء والرسل هم عيون البشر ، وهم أشرف الخلق عند الله عز وجل، وهذا بحث إن عمدنا إليه يطول ولكننا سوف نعمد إلى الأسرة عند بعض الشعوب ونبسط الحديث عنها، ونختار أولاً:

الأسرة عند الفراعنة

الفراعنة من أقدم الشعوب ، وحضارتهم من أقدم الحضارات إن لم تكن أقدمها، وهيكل الأسرة على عهد الفراعنة واحد، وإن اختلفت قدسيتها من فئة إلى فئة ومن طبقة إلى طبقة ، ففي طبقة الحكم يعني مولد ملكٍ مولد إله ، وهناك نرى "آمون" يأخذ شكل الفرعون الحاكم ويضاجع الملكة الأم وبعد هذا الزواج الإلهي يشكل "خنوم" الطفل المقدس، فتتم الولادة على أيدي الربات الحكيمات ويقدم الطفل الحديث الولادة إلى "آمون" والده وترضعه الحتحورات السبع ، وتعمّده الآلهة ، ولنفسح قليلاً لمعجم الحضارة المصرية القديمة ليحدثنا عن الزواج والأسرة والحريم وغيرها من موضوعات تتعلق أساساً بنظام الأسرة .

فأما عن الزواج عند الفراعنة ففي المعجم ص183 وما بعدها نقرأ الآتي :

الزواج عند الفراعنة :



كان من تعاليم أحد أبناء خوفو: "إذا كنت رجلاً ذا أملاك، فليكن لك بيت خاص بك، ولتقترن بزوجة تحبك، فيولد لك ابن " . وبعد ذلك بألفي عام ، قال حكيم آخر : " تزوج عندما تبلغ العشرين من عمرك ، كي يصير لك ابن وأنت لا تزال صغير السن"، وقد طُلب من حتحور الخيرة، أن تعطي : " الأرملة زوجاً، والعذراء مسكناً "، وكان من واجبات الرؤساء الإقطاعيين "أن يقدموا الفتيات الصغيرات إلى العزاب ".

وإذا كان لنا أن نصدق القصائد الغرامية، فقد كان المصريون يتوقون إلى تزويج أولادهم، وكانوا يسمحون لأبنائهم بالاختيار ، وكانت الزيجات بالأقارب ذوي الدم الواحد هي القاعدة، تقريباً، في العصور الهيلينستية،

ولكن هل كانت الحال كذلك في العصور السابقة؟ الحقيقة أن كلمتي "أخ" و"أخت" قد استُعملتا في القصائد الغرامية، بمعنى "العشيق والعشيقة ".
ولكن بتحليل أشجار العائلات لم تتضح أية أمثلة معينة لزواج اثنين من أب واحد، وكان الزواج القانوني بالمحرمات امتيازاً ملكياً، وكان الإله الموجود على الأرض كثير الزوجات، وله حريم من الملكات ومحظيات نبيلات المولد، وأميرات أجنبيات.

كان الزواج باثنتين من الأمور النادرة بين البشر العاديين، أما الأغنياء فكانت لهم محظيات من الإماء فضلاً عن المسماة "محبوبة البيت"

(انظر الأسرة والنساء في المعجم).

ولم تذكر المصادر التي استقينا منها المعلومات، تلك الطقوس التي تبارك الزواج، ولكنها تدل على بعض عادات شرعية ذات صلة بالزواج، فمثلاً ميزت الإدارة بوضوح، في المستندات الرسمية، بين الأعزب ذي المحظية وبين الرجل المتزوج؛

إذ كان على العاشق أن يأخذ الهدايا إلى بيت فتاته؛ وكان بوسع الزوج أن يحوّل ثلثي ممتلكاته باسم زوجته
(لتصير ممتلكات أولاده بعد مماته)؛

وكان الزنى بامرأة سبباً للطلاق وقد يؤدي إلى حرق الزانية وهي مقيدة؛ وكان الزوج يدفع تعويضاً إذا أراد أن يطلق زوجته؛ وأخيراً إذا لم ينجب الزوجان أولاداً أمكنهما اتخاذ أمة صغيرة السن، فإن ولدت للزوج أولاداً أمكن جعلهم شرعيين بالعتق عند وفاته...

ومن بين ملكات الدولة الحديثة من كانت زوجة لفرعون ووالدة لأولاده، وفي الوقت نفسه كانت "زوجة الإله آمون" لأغراض الطقوس الدينية .

بيد أنه في عصر لاحق من عصور الملوك الكهنة
(الأسرة الحادية والعشرين)
ظهرت إحدى العادات التي لا يُعرف منشؤها، واقتضت تكريس ابنة الملك زوجة لذلك الإله، وحتمت عليها أن تبقى عذراء وظل هذا الزواج الإلهي على الطريقة البابلية مدة طويلة أمراً غير مفهوم لنا رغم رواية "هيرودوت"…

وكانت الزوجة المقدسة زوجة لآمون وحده، وأضفت على عبادته عنصراً جنسياً خفيفاً، إذ كانت تبهج الإله بجمالها وبموسيقى صلصلتها، وتجلس فوق ركبته وتلف ذراعيها حول عنقه، وكان لها بيت، وتُمنح خدمات خاصة وأراضي وجميع مخصصات فرعون الرسمية .

بيد أن سلطتها كانت روحية أكثر منها سياسية، وعادة ما تتبنى أميرة صغيرة السن لتخلفها، وكان على كل حاكم جديد أن يقدم واحدة من أسرته لتكون الوارثة المزعومة للزوجة المقدسة الحاكمة، ويتألف بلاط تلك الزوجة من حريم مكون من محظيات آمون . وكانت خادمات الزوجة المقدسة عذراوات مثلها ويتبنين فتيات خلفاً لهن .

وبعد هذا الحديث الضافي في معجم الحضارة المصرية القديمة عن الزواج ننتقل إلى اقتباس آخر منه عن الحريم ص 135 وما بعدها:
الحريم Harem : أفرد النبلاء أقساماً من بيوتهم للنساء، ويمكن أن يطلق على المناظر المرسومة على الأوستراكا التي تبين الحسان يتبرجن، اسم "مناظر الحريم".

بيد أن هذه لم تكن غرفاً للحريم بالمعنى المتداول، ومما هال هيرودوت أن النساء المصريات كن يسرن بحرية في المدن وفي الحقول، وقرب الفيوم (حيث كان الفرعون يذهب لصيد الحيوان)، وفي منف، وفي أماكن أخرى، كان للفرعون "حريم" بالمعنى الحقيقي (هذه الكلمة مشتقة من الحرمانية) كانت تختلف تماماً عن الصورة الكلاسيكية للحياة الفاترة في الحريم الشرقي، وكانت أماكن الحريم، في الدولة الحديثة واسعة وخُصصت للإنفاق عليها أوقاف وضرائب معينة، وكانت الملكات يذهبن إليها ويقمن بها، وكان صغار الأسرى من الأجانب والمستوطنين يربون في "الحريم".

وتقضي السيدات وخادماتهن وقتهن بالحريم ، في النسج على نطاق صناعي ، ويشرف على ذلك البيت هيئة كاملة من الرجال، تتألف من مدير ومشرفين وكتبة ومحصلي ضرائب وممثلين تجاريين وحراس، ولكن يبدو أنه لم يكن هناك خصيان .

وإذا كان هذا هو الحال عند الفراعنة في الزواج والزوجات والحريم فما هو الحال عندهم في الأسرة؟ هذا ما تحدثنا عنه تلك الصفحات الخاصة بالأسرة، في معجم الحضارة المصرية القديمة ص29 وما بعدها:-




الأسرة :

لا ينبغي أن نندهش اليوم للأسرة المصرية القديمة ، فلا شيء فيها من أفريقيا البدائية ، وتختلف عاداتها عن العادات الشرقية . إذ كانت الوحدة الاجتماعية العادية هي الأسرة الصغيرة المستقلة، وتتكون من زوج وزوجة يتمتعان بقسط وافر من الحرية الشخصية والمالية، ومن أطفال تحت رعاية الوالدين، ويتفق مع ضيق دائرة هذه الأسرة، عدد قليل قلة غير عادية من الألفاظ تعبر عن درجات القرابة. فهناك ثماني كلمات ليس غير (أي نصف العدد الموجود في مجموعة الألفاظ الهندوأوربية القديمة). فإذا أردنا أن نعّبر عن ابن العم وجب علينا أن نقول ابن أخي الوالد، أو إذا أريد التعبير بأدب قلنا "الأخ"
(وهذا لا يُرضي عالم الآثار المصرية المهتم بسلاسل الأنساب).

فإذا ما عقد العقد، صار الشاب رأس الأسرة، لقد أسس أسرته واتخذ لنفسه زوجة تلد له الأطفال، وإذ ارتقت زوجته إلى درجة "ربة الدار"، فإنها تقاسمه مسكنه وقبره، وتبقى أملاكهما مقسمة بينهما وتقسم بين الأطفال في الوصية. ويستقل كل جيل بنفسه بدنياً ومادياً. لذا لم يكن هناك اسم أسرة، بل مركز مدني موجز.
وتضيف السلطات المدنية ذكر الأب إلى الاسم الشخصي (س ابن ص)، بينما تذكر النصوص الجنائزية اسم أحد الوالدين أو الآخر، تبعاً للعادة السائدة، وكثيراً ما يضاف اسما الوالدين كليهما، فيقال: س ابن ص ولدته ربة الدارع.

وفي حقبة متأخرة، أخذ وجهاء القوم يعددون أنسابهم وجدودهم النبلاء والكهنة في قوائم هيروغليفية طويلة. ولم تكن هناك عبادة حقيقية للأسلاف، وإنما كان الابن الأكبر يشعر بأنه ملزم بدفن أبيه، وكان يعتبر مما يشرفه أن يقيم له تمثالاً في معبد مدينته، فيأتي أقرباؤه للاحتفال عند قبره بين آونة وأخرى.

أما استمرار الطقوس الجنائزية فكانوا يعهدون به إلى أحد الكهنة أو عطف أحد المارة. ولا شك أن أفراد الأسرة كانوا يرحبون من آن إلى آخر بجدة مترملة أو أخت ليس لها زوج، وكان الود الاجتماعي أو الاهتمام الخاص مما يعمل على اتساع أفق الصلات المنزلية.

فبوسع خالك أن يساعدك في حياتك؛ وقد تأسست كهانة طيبة على شبكة كاملة تتألف من الأحلاف، فقد تضم القبور أو اللوحات الحجرية جماعة كاملة من الآباء والأمهات والأصدقاء والأقارب، والأتباع والرفقاء.
لا شك أنه كانت هناك مشاجرات من أجل المواريث، كما كانت هناك قلوب خائنة.

غير أنه على العموم، يمكن الاستنتاج من تواريخ الحياة، ومن أدب الحكمة، والخطابات الموجهة إلى الموتى وجماعات الأسرة في الجبانات، وتماثيل الزوجين جنباً إلى جنب وأولادهما عند أقدامهما، أن المصري العادي كان مخلصاً لبيته، الذي كان دائرة ضيقة، وهادئاً ومحترماً، وحظيرة آمنة، وكانت الخصائص العادية، هي:

احترام الأمهات، وتبجيل الأم في الأسرة الكبيرة، وحب الأطفال إلى درجة العبادة والاهتمام بمستقبل الابن، والاهتمام باحتياجات النساء واحترام حكمة الحكماء.

"أحب زوجتك في إخلاصك لبيتك، كما هو واجب عليك، أطعمها واكسُها، واسع إلى ما يُدخل السرور على نفسها ما دمت على قيد الحياة".




الأسرة عند اليهود



يقول الدكتور جمال حمدان في كتابه عن اليهود (ص:117) :
"طوال عصور التاريخ وفي كل البلاد والأقاليم ارتبط اليهود كقاعدة بلا استثناء بالعزلة السكنية في حي خاص من المدينة "الجيتو" Ghetto

كما يقال له في كثير من بلاد أوربا وأمريكا أو حارة اليهود في ألمانيا Judengasse وفي مصر وسوريا حارة اليهود وفي أسبانيا اليوديريا Juderia أو هو الملة كما في مدن المغرب العربي Mellah أو القاع قاع اليهود كما في اليمن".

وفي هذا الجيتو الرهيب كانت تعيش الأسرة اليهودية منعزلة عن العالم ولكن ما لبث هذا الجيتو أن خفت صرامته وعزلته باختلاط اليهود مع العالم أو مع الجوبيم كما يسميهم اليهود أنفسهم.

وإن زعم اليهود - لأهداف سياسية - أن جنسهم ظل نقياً وأنهم من أبناء إسرائيل إلى يومنا هذا، وهذا زعم باطل شكلاً وموضوعاً كما قرره الأنثروبولوجيون أخيراً.

وعلى ذلك فالأسرة اليهودية تشبه أخلاط الأسرة التي يعيش بينها اليهود في كل مكان، وإنما الذي يميز اليهود من غيرهم أنهم وحدة دينية منعزلة وأن دينهم دين مغلق لا يقبل الدعوة إليه، وباختلاطهم حصل التزاوج والتحول كما قرر هذا الأنثروبولوجيون ابتداءً من "كين" إلى "ربلي" Ripley إلى "كون Coon .

ولكن عادة الزواج المبكر جداً بين اليهود كانت مسؤولة عن انحطاط المستوى الصحي بينهم، وهذا الزواج كان علنياً أحياناً وسرياً أحياناً أخرى أو على شكل علاقات جنسية غير شرعية، وقد ارتفع التزاوج المختلط بين اليهود والجوبيم أو الجنتيل

(الجوبيم والجنتيل هم عامة الناس من غير اليهود)

إلى نسب عالية في فترات الهدوء وتوقف الاضطهاد فإذا كان الزوج يهودياً نشأ الأبناء يهوداً،
وكان يحدث أحياناً أن تنتزع ديانة الزوجة اليهودية من ديانة الأب، والواقع كما يذكر المؤرخ يوسيفوس أن الزواج من غير اليهود لم يكن ممنوعاً على اليهود في اليهودية الأولى والأدلة على ذلك كثيرة، بل تروى في ذلك القصص كقصة شمشون اليهودي ودليلة الفلسطينية، وكما هو الواقع بين العموريين والحيثيين
(كما يشير سفر حزقيال : "أمك كانت حيثية، وعموريا كان أبوك").

والمهم أن هذا الزواج جعل الأسرة اليهودية بأبنائها تأخذ شكل وصفات الأسرة التي ينتمي إليها الأب والأم مضافاً إليها الدين اليهودي، فلا تمييز يذكر إذن لهذه الأسرة اليهودية عن غيرها.



الأسرة عند المسيحيين

نتج عن عقيدة مسيحية الكنيسة في الفداء أمور ثلاثة:

1- الاعتراف بالخطيئة أمام رجال الكنيسة.

2- صكوك الغفران تعطيها الكنيسة لمن تغفر لهم.

3- الزواج الديني يقوم به رجال الدين في الكنيسة، وسط مراسيم خاصة.

والذي يعنينا هنا هو الزواج الديني الذي تعقده الكنيسة وتباركه فإذا انعقد وبورك كان معنى ذلك أنه لا ينفصم إلا بإشراك الكنيسة وإقرارها الوضع الطارئ عليه،

فإذا لم تقر فَصم عروة الزواج بالحكم بإلغائه، فهو قائم إلى الموت ، فليس من حق أحد الزوجين أن يتزوج شخصاً آخر حتى مع انفصالهما جسمياً،

وليس من حق أي محكمة أن تفصل بين الزوجين، وإذا تم هذا الفصل فلا يعترف به.

ونشأ عن هذا الوضع ما يسمى بالزواج المدني الذي يعقد بعيداً عن الكنيسة في دوائر الحكومة المدنية وهو ما لم تعترف به الكنيسة ولم تقر شرعية الأولاد الناتجين عن هذا الزواج.

هذا الفصام بين الزواج الكنسي الديني والزواج المدني انعكس بالسلب على الأسرة المسيحية فقد باتت تأخذ من الخارج شكل الأسرة وفيها الزوج والزوجة والأبناء، ولكنها من الداخل منفصمة العرى مفككة الروابط.

أياً ما كان الأمر فالزواج بأي شكل مستمر وإنشاء أسر جديدة
- على أي حال من السعادة أو الشقاوة ومن الترابط أو التفكك -

مستمر أيضاً وهذا هو الوضع الفطري رغم ما استحدثه الغرب وأدخله على الأجواء الأسرية من عوامل الهدم والمحو ولنأخذ مثالاً على ذلك الأسرة الأمريكية:

يقول وليام هـ تشيف في كتابه "المرأة الأمريكية" ص124 وما بعدها :


ولعل أهم نتيجة لدور النساء الاقتصادي الموسع هي الأثر الذي أخذته على طبيعة الزواج وتوزيع المسؤوليات المنزلية، لقد كانت الحياة العائلية التقليدية تقوم على أساس انقسام حاد للعمل والسلطة، كان المطلوب من الرجال أن يكونوا قوامين على النساء، وأن يعنوا أيضاً بالأنشطة خارج البيت، وكان المطلوب من الزوجات أن يقتفين أثر أزواجهن ويعنين بالبيت.
ولكن جاء في عدد من الدراسات التاريخية أن العلاقات الأسرية كانت تتأثر إلى حدٍ كبير بالأدوار الاقتصادية، وأن كثيراً من الأزواج قد تنازلوا فعلاً عن مركزهم وسلطتهم في المنزل لأنهم لم يكن لديهم أي إحساس بالسيطرة على مصائرهم الاقتصادية، وأن كثيراً منهم أيضاً كانوا يضطلعون بمسؤوليات إضافية هي من اختصاص المرأة منها التنظيف وإعداد الطعام وغير ذلك من الواجبات المنزلية".

هذا إذن هو الحال في الأسرة المسيحية والغربية، وهو ينبيء عن تفكك مبكر نتج عن الثورة الصناعية وخروج المرأة للعمل وتركها مملكتها الأصلية :
بيتها وزوجها وأبناءها، فانفصمت العرى بين الجميع في هذا الكيان سواء من الناحية المالية أو المعنوية الأدبية أو الاجتماعية والأخلاقية وحتى الجنسية فأصبحت الزوجة تستقبل أصدقاءها وتعاشرهم جنسياً وأصبح الزوج كذلك والأبناء !! وحدّث ولا حرج.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lahne-almafarik1973.yoo7.com
روح الاسلام
المدير العام
المدير العام
روح الاسلام


انثى
عدد الرسائل : 2163
العمر : 50
الموقع : منتديات لحن المفارق
العمل/الترفيه : موظفة حومية
المزاج : عادي
الدولة : الاسرة ملف كامل D0dfd110
الاوسمة : الاسرة ملف كامل 3547_1180475852
تاريخ التسجيل : 25/03/2008

الاسرة ملف كامل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاسرة ملف كامل   الاسرة ملف كامل Icon_minitimeالأحد 27 أبريل 2008, 1:01 pm




الأسرة العربية قبل الإسلام وبعده

الكيان الأسري كان قائماً عند العرب قبل الإسلام لكنه قيام معوج لا استواء فيه بما كان من تضييع لحقوق المرأة وبما كان شائعاً من أنواع الزواج التي تنصرف كلها إلى الفاحشة إلى غير ذلك
وجاء الإسلام ليصحح خطأ هذه الأوضاع ويعيدها إلى الصواب ويقوّم معوج هذا الكيان بشرعة عادلة تعيد الحقوق للزوج وللزوجة وتوفر للأبناء حياة كريمة في ظلال أسرة مترابطة متحابة

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم

فجعل الأسرة السعيدة آية من آيات الله عز وجل، ووسع نطاق الأسرة بالذرية والحفدة قال عز وجل:

{وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} (72) سورة النحل

فاعتدل حال الأسرة بالإسلام وقوي كيانها واستقام.

وختاماً

فهذه جولة تاريخية سريعة مع الأسرة أبرزنا فيها فطرية هذا الكيان وملازمته للبشر منذ خلقهم الأول من آدم أبي البشر إلى آخر أسرة تكونت في يومنا هذا، وقد رأينا كيف تفاوتت أحوال الأسرة وتباينت من جيل إلى جيل ومن دين إلى دين ومن زمان إلى زمان،

ولكنها بقيت شكلاً مهماً من أشكال الاجتماع والعمران في رحلة الإنسان على الأرض، والأهم من ذلك أن نتتبع سعادة الأسرة وتماسكها تاريخياً لنجد أن أوثق عراها وأوفر حظوظها من السعادة كان مع الإسلام، والله أعلم.

الأسرة في المنظور الإسلامي

للأستاذ معتز الخطيب


"الأسرة" أصلها من " أسَر " ويعني القيد أو التقييد ،
ومن ثم فإن الأسرة في الإسلام هي تكليف أكثر منها تشريفاً ، لذلك لم تنطلق الدعوة الإسلامية
إلا بعد تكوين الأسرة لما يكون للأسرة من دور إيجابي في التنمية والإصلاح والتقدم.
ولا شك أن عماد الأسرة هو الفرد، كما أن عماد المجتمع هو الأسرة، فالفرد يكوّن الأسرة،
والأسرة تكوّن المجتمع، والمجتمع يكوّن الأمة وهي المراحل التي ترقّى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالدعوة إلى الله سبحانه فانطلق بالدعوة بدايةً من زوجه إلى أهله وأصدقائه ثم عشيرته ثم إلى قبيلة
ثم رحل إلى باقي القبائل .
وهو نموذج مثالي في الترقي في عملية الإصلاح الاجتماعي والتطهير الأخلاقي والعقدي
والأساس الذي تنبني عليه الأسرة هو "الزواج"،
ولا نعلم أنه كان ثمة حياة لآدم عليه الصلاة والسلام بمفرده بل منذ البداية
كانت معه زوجه "حّواء" ، ومن ثمّ تناسلا فكانت الأمة .
وما نريد قوله :

هو أن الإنسان اجتماعي بطبعه، فلا حياة للفرد دون أسرة تكون ملاذاً له
يجد فيها السكن والراحة وتُشبع حاجاته ودوافعه

ويحقق من خلالها آماله وطموحاته، وتكون حصناً له من الانحراف والكيد، فالمرء قويٌ بإخوانه.

يقول سبحانه مجسّداً تلك الحقيقة وموضحاً أن أساس الأسرة مبني على التقوى لله سبحانه:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء }
(1) سورة النساء)

والزواج سنة كونية من سنن الله في الأنفس.

حقيقته أنه تكليف ثم تشريف، فهو مسؤولية عظيمة
فـ [ كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ]
( رواه البخاري ومسلم )

وهذا التكليف يقوم على حقوق وواجبات لكل من الزوج والزوجة والأولاد والأبوين،
وهو تشريف إذ إنه ارتقاء بالفرد من حالة "الفردية" إلى حالة "الأبوة" و"الأمومة"

فيحظى بنصيب أوفر من الاحترام في المجتمع ويصبح عضواً منتجاً تتضاعف مسؤولياته

وينال في مقابلها حقوقاً أكبر، ولما كان الأب والأم محطّ احترام وتقدير سُنّ تكنية الولد منذ الصغر بأبي فلان أو أم فلان استبشاراً وتفاؤلاً،

وحثاً على التمسك والالتزام بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الزواج وبناء الأسرة المسلمة.

ويهدف الإسلام من الزواج إلى إمداد المجتمع بأفراد صالحين يدعمون التنمية في المجتمع،

ويشبعون الحاجات والدوافع الشخصية أيضاً، ويقومون بمسؤولية البناء والإعمار في الأرض

التي هي مقتضى الخلافة.

قال صلى الله عليه وسلم:

[إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث (منها)… أو ولدٍ صالح يدعو له ] (رواه مسلم).

ويهدف إلى حصانة الفرد والمجتمع من الرذيلة والتردي الأخلاقي

قال صلى الله عليه وسلم:

[ يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ]

(رواه البخاري ومسلم)

وقال أيضاً:
[ من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الآخر] .

[ رواه البيهقي في شعب الإيمان وصححه الألباني ].

كما أنه يهدف إلى "السكن" النفسي للفرد مما يجعله يُفرغ ما يعتمل في نفسه من مشاعر وعواطف

تدفعه إلى العطاء والإبداع ، ويكون الزواج أيضاً ملاذاً لكل من الزوجين
يفضي أحدهما إلى الآخر، ويكون له نعم الأنيس ساعة الوحدة،

ونعم الجليس ساعة الغربة، ونعم النصير ساعة الشدة

قال سبحانه :
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً }
(21) سورة الروم


وإذا تحققت هذه الأهداف تحققت الثمار المرجوّة من الزواج.

فمن ثماره الراحة النفسية التي تدخل قلب كل من الزوجين، والنسل الذي هو مقصد عظيم من مقاصد الزواج

وما يترتب عليه من حقوق وواجبات كالنفقة والرضاع وحسن الرعاية.
ومن ثماره أيضاً الاستقامة في سلوك الفرد، ومن ثم يصبح المجتمع مجتمعاً أخلاقياً
يصون الفضيلة ويبغض الرذيلة.

كما أن أعظم مقاصده توسيع شبكة العلاقات الاجتماعية، ومن ثم حرّم الإسلام نكاح المحارم

(الأم - الأخت - البنت.. ومن في حكمهن)،

وكان الأولى أن يتزوج الفرد من غير قرابته لتتسع دائرة القرابة وتشتد لُحمة المجتمع،

فتكون رابطة المصاهرة رافداً جديداً لتماسك المجتمع، وقوته بالإضافة إلى رابطة "الأخوة" الدينية .

ومن ثماره حصول التوارث بين الزوجين وأبناء الأسرة بسبب تلك الرابطة،
ولم يقف الأمر عند هذا الحد في الإسلام بل تعداه إلى تشريع ضمانات لاستمرارية الزواج واستقامته،

ولم يُشرع الطلاق إلا عند الضرورة حيث لا ينفع العلاج وتنقطع السُبل.
ومن أهم تلك الضمانات "صلة الأرحام" التي تؤثر في تربية الطفل تربية سوية تحقق له الاتزان النفسي والدافع الاجتماعي.

كما أنها تكون ملاذاً للزوجين لحل مشاكلهما فتكون القرابة سبيلاً من سُبل

حماية الأسرة

وحكماً عادلاً في حل الخلافات.
أضف إلى ذلك أن صلة الرحم تحقق السكن والألفة والمودة وتزيح عن الإنسان ثقل الهموم ومتاعب الحياة .

وتكون عاملاً مهماً في تماسك الأسرة والمجتمع، وسبباً في تحقيق التعاون بين الأفراد والجماعات، خاصة عند الأزمات والشدائد.

كما يأتي برّ الوالدين في المقدمة، ويتأكد بعد زواج الولد والبنت؛

لأن الزواج قد يكون ذريعة لفساد تلك الرابطة، أو التقصير في الواجبات نحو الوالدين،

هذه عُجالة سريعة في بيان الأسرة في منظور إسلامي،
وما احتفت به من حقوق وواجبات أردنا بها تقديم نظرة شمولية كلية.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lahne-almafarik1973.yoo7.com
روح الاسلام
المدير العام
المدير العام
روح الاسلام


انثى
عدد الرسائل : 2163
العمر : 50
الموقع : منتديات لحن المفارق
العمل/الترفيه : موظفة حومية
المزاج : عادي
الدولة : الاسرة ملف كامل D0dfd110
الاوسمة : الاسرة ملف كامل 3547_1180475852
تاريخ التسجيل : 25/03/2008

الاسرة ملف كامل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاسرة ملف كامل   الاسرة ملف كامل Icon_minitimeالأحد 27 أبريل 2008, 1:03 pm



الأسرة في الإسلام

بقلم : أشرف شعبان أبو أحمد


لقد اعتنى الإسلام بالأسرة منذ بدء تكوينها فوضع الأسس والقواعد
التي يعتلي عليها البناء الشامخ القوي الذي لا يهتز أمام رياح المشاكل وعواصف الأزمات .
فجعل الدين هو الأساس الأول في اختيار شريك وشريكة الحياة .

قال صلى الله عليه وسلم :

[ تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ] رواه البخاري .


مواصفات رغّب فيها الإسلام ، وقد ورد النهي عن نكاح المرأة لغير دينها ، ففي الحديث :

[ من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذُلاً ، ومن تزوجها لمالها لم يزده الله إلا فقرًا ، ومن تزوجها لحسبها لم يزده الله إلا دناءة ، ومن تزوج امرأة لم يرد بها إلا أن يغض بصره ويحصن فرجه أو يصل رحمه بارك الله له فيها وبارك لها فيه ]
(رواه الطبراني في الأوسط ) .

وقال صلى الله عليه وسلم :

[ لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن ، ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن . ولكن تزوجوهن على الدين ولأمة خرماء سوداء ذات دين أفضل ] (رواه ابن ماجة ) .

وعلى الطرف الآخر قال لأهل الفتاة في الحديث الشريف :

[ إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريض ]
(رواه ابن ماجة والحاكم والترمذي ) .

ونذكر أيضًا في هذا المقام ما أشار به الحسن بن علي ، على أحد المسلمين عندما جاء يسأله قائلاً :

خطب ابنتي جماعة ، فمن أُزوجها ؟
قال زوجها من التقي ، فإنه إن أحبها أكرمها ، وإن أبغضها لم يظلمها .
فلو اتفق الطرفان على أن الدين أساس الاختيار واتفقت منابع الفكر وتوحدت مساقي الآراء
وانبعثت من الشريعة ، صار الفهم واحدًا والتفاهم بينهما تامًا .
أما الطبائع فمن السهل تغييرها بالتعود والإصرار ، وما يصعب تغييره فلنتغاضى عنه .

فلو أن هناك ما لا يعجب من صفات فهناك مئات من الخصال الأخرى تعجب ،
وليس المطلوب من الزوج والزوجة أن يكونا صورة طبق الأصل من بعضهما .


تكامل وتراحم

وأولاً وأخيرًا نحن لسنا ملائكة ولكننا بشر نخطىء ونصيب . فالإسلام جعل العلاقة بين الزوجين علاقة تكامل لا تنافس ، قوامها المودة والرحمة ،
قال تعالى :

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً }
(21) سورة الروم

وهذا التكامل أو الاندماج نتيجة أنهما من نفس واحدة ومن أصل واحد .
قال تعالى :

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } (1) سورة النساء


وقوله تعالى في وصف العلاقة بين الزوج وزوجه :

{ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ } (187) سورة البقرة


وفي آية أخرى :

{ نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ } (223) سورة البقرة

فلا يوجد كلام أبلغ من هذا وأدق وأعمق في وصف العلاقة الزوجية ، فاللباس ساتر وواق .
والسكن راحة وطمأنينة واستقرار ، وداخلهما المودة والرحمة .


واجبات وحقوق

ولاستمرار العلاقة كما بينتها الآيات ، حدد الإسلام دورًا ووظيفة لكل من الرجل والمرأة في الحياة الزوجية.
وذكر لكل منهما حقوقًا وواجبات ، إذا أدى كل منهما ما عليه سارت بهما السفينة إلى بر الأمان .

فمن واجبات الزوج الإنفاق على زوجه قدر استطاعته ، ومن الخطأ الاعتقاد أن المال الكثير
هو سبب السعادة الزوجية ، ومن الخطأ أن يقال :
إذا دخل الفقر من النافذة خرج الحب من الباب ، فالسعادة يهبها الله ، عز وجل ،
لمن اتبع تعاليمه وسار على نهجه الذي جاء في كتابه الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

ومن واجبات الزوج أن يحسن معاملة زوجه ويعلمها تعاليم دينها ، ويشاورها في شؤونهما ويرجح رأي الزوج .
فعن حكيم بن معاوية عن أبيه قلت :
يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه ؟ قال :

[ تطعمها إذا طعمت ، وتكسوها إذا اكتسيت ، ولا تضرب الوجه ولا تقّبح ولا تهجر إلا في البيت ]
(رواه أبو داود)

وأن يغض الزوج طرفه عن بعض نقائص زوجه ، ولا سيما إن كان لها محاسن ومكارم تغطي هذا النقص ؛
لقوله صلى الله عليه وسلم :


[ لا يفرك - أي لا يبغض - مؤمن مؤمنة إن كره منها خُلقًا رضي منها آخر ] (رواه مسلم ] .

وقال صلى الله عليه وسلم :

[ أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خُلقًا ، وخياركم خياركم لنسائهم ] (رواه الترمذي ) .

أما واجبات الزوجة فهي أهم وأكبر من أن تُكتب في بعض السطور والأوراق ،
ثم يفرغ من قراءتها ، فبيدها يتحول المنزل من قطعة من رياض الجنة إلى قطعة من نار جهنم ، أو العكس .
وأي تضحية من جانب الزوجة سيقابلها رد فعل أقوى وأكبر من جانب الزوج .
وسينعكس تأثير هذا على الأسرة كلها .
ومن المفروض أن تأتي كل المعنويات التي تعتبر من مقومات السعادة الزوجية ،
من الزوجة أولاً ، وليس هذا من باب التحيز للرجل أو غيره ،
وإنما هو من باب الفطرة السوية التي فطرت عليها المرأة .
فأول من تحتضن الطفل وترعاه هي الأم ، وعلى قدر حبها ورعايتها ينشأ الطفل .

وما الزوج إلا طفل كبير والزوجة الناجحة هي التي ترعى زوجها ،
كما ترعى الأم أصغر أبنائها وأحبهم إلى قلبها.
والآية الكريمة عندما ذكرت :

{ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ } (187) سورة البقرة

بدأت بوصف واجب المرأة ودورها .
ولما كان اللباس هو الساتر والواقي ، ويأتي من صاحب المال والقوة وهو الرجل ، كان من باب أولى أن يبدأ بوصف دور الرجل ووظيفته ،
ولكنه لعظم دور المرأة وأهميته الذي يفوق دور المال والقوة بدأ بهن .

ولِعظم حق الزوج قال صلى الله عليه وسلم :

[ لو كنتُ آمرًا أحدًا يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ، من عظم حَقِّه عليها ] (رواه الحاكم ) .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم :

أي الناس أعظم حقًا على المرأة ؟ :

[ قال زوجها ] قالت فأي الناس أعظم حقًا على الرجل ؟ قال : " أُمّه " (رواه البزّار والحاكم ) .

وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

[ أيّما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة ] (رواه ابن ماجة والترمذي) .

وعلى المرأة أن تعي أن طاعتها لزوجها وإقامتها على شؤون حياته ، عبادة لله ولها أجر المجاهدين ،
أي أن حُسن معاشرتها لزوجها ستنعم بنتائجه في الدنيا والآخرة .

والإسلام أوجب على المرأة الامتناع عن أي شيء يضيق به الرجل ، وأن تعلم وتعي أن للرجل حق القوامة عليها
لا تسلبه سلطته وآرائه .
ومن حق الزوج على الزوجة ألا تصوم نافلة إلا بإذنه ،
وألا تحج تطوعًا ولا تخرج من بيته إلا بإذنه.
فعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

[ حق الزوج على زوجه ألا تمنعه نفسها ولو كانت على ظهر قتب ، وألا تصوم يومًا واحدًا إلا بإذنه إلا الفريضة ]
(رواه أبو داود ) .

ورب كلمة حانية من الزوجة ، وابتسامة صافية ، وهدوء في الطبع ، وأدب جم ، وسلوك طيب ،
وقناعة بما قسمه الله يعدل عند الرجل جمال الكون كله ،
والرجل الذي يشعر بالسعادة والراحة والاطمئنان مع زوجه وفي بيته ،
ينعكس ذلك على عمله وعلى علاقته بالآخرين .


أسرة طيبة وأبناء صالحون

والأسرة الطيبة هي التي تنتج أبناء صالحين للمجتمع .
والطفل هذا المخلوق البريء الذي ننقش نحن الآباء ما نؤمن به فيه ،
ونسيّره في هذه الدنيا بإرادتنا وتفكيرنا وتنشئتنا وتعليمنا .
هذه العجينة اللينة التي نشكلها نحن كيفما نريد دون إزعاج منه أو إعراض .
وليس له مثل أعلى يُحتذى به إلا أهله يتأثر بهم تأثرًا مباشرًا ، ويتكرّس سلوكه الأخلاقي نتيجة توجيه الأهل ،
ثم المجتمع من حوله وحسب تكيفه معهم يكون متأثرًا بالمبادئ والعادات المفروضة عليه ،
ثم يصبح مفهوم الخير والشر عنده مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بحياة العائلة ومعتقداتها .
لذلك فلا بد في هذه المرحلة من حياة الطفل من أن تعلمه أمه مكارم الأخلاق .

والأم التي لا تأخذ وليدها بالتربية والتهذيب تكون قد قامت بمهمة التكاثر تمامًا كما تقوم بها الحيوانات ،
وقصّرت فيما وراء ذلك مما يمتاز به الإنسان عن الحيوان ،
فالإنسان يتميز عن الحيوان حينما يتجاوز مطالب البدن إلى مطالب الروح ،
ويتجاوز نطاق البيولوجيا إلى نطاق القيم السامية ، ويسمو عن نوازع الطينة الأرضية إلى الآفاق النورانية .
وكما تسخو الأم على طفلها بالغذاء إرضاعًا أو إطعامًا مما تشتهي النفس حتى ينتفخ من فرط النعمة والتغذية ،
وكما تحنو عليه وتكثر له من الملابس التي تريح البدن وتسر النظر ولا ترد له طلبًا ،
عليها أن تؤدِّبه وتحسن تأديبه ، وتربيه على السلوك والخُلق الإسلامي .

وهذه أعرابية يسألها المفضل بن زيد عن ولدها حينما رآه فإُعجب بمنظره فقالت له أمه :
إذا أتم خمس سنوات أسلمته إلى المؤدب فحفظَّه القرآن فتلاه ، وعلّمه الشعر فرواه ، ورغّبه في مفاخر قومه ،
وطلب مآثر آبائه فتمرّس وتفرّس ، ولبس السلاح ومشى بين بيوت الحي وأصغى إلى صوت الصارخ .
فالطفل محتاج إلى عناية تؤهله لكي يكون رجلاً يحمل رسالة ، ويبلغ دعوة ، فيتعلم القرآن ويحفظه
منذ نعومة أظافره ، فينشأ متخلَّقًا بالأخلاق الإسلامية الرفيعة الصادرة عنه في كل أعماله ومقاصده ويكون
مسترشدًا بها في طريق الدعوة .
ثم يتعلّم الشعر ويرويه فيرق طبعه ويهذب لسانه ، فإذا ما بلغ الحلم يتعلم الفروسية وركوب الخيل
مما يكسبه قوة ورجولة ، ولا بد من التعلّم على السلاح ، ففيه هيبة ورهبة تشعر الإنسان بمهمته كرجل يحمي
الحمى ويصون الديار ، ويدافع عن الحرمات ويذود عن النفس والعرض والوطن .

وإذا ما نشأت الأسرة منذ بدء تكوينها على المبادئ والأسس الإسلامية التي ذكرنا بعضًا منها ،
ستكون العلاقات الأسرية قوية متينة مبنية على الحب والود والتفاني والتضحية وغيرها من المبادئ السامية .
ولكن من الملاحظ ومنذ فترة قصيرة فتور العلاقات داخل الأسرة الواحدة ،
والتي حولت بعض الأسر من مصدر للعطف والحنان ولم شمل الأبناء والآباء إلى مصدر للتعاسة والشقاء .
وبدلاً من أن تكون الأسرة لبنة طيبة في بناء المجتمع أصبحت معولاً لهدم هذا المجتمع ،
وللأسف ارتفعت معدلات الطلاق ، فبينما تسعى الفتاة حثيثًا للزواج تجدها تسعى بنفس السرعة للطلاق ،
وأصبح قتل أحد الزوجين للأخر وقتل الأبناء للآباء أو العكس من الجرائم التي ذاع صيتها في الفترة الأخيرة .

وهذا يجعلنا نسأل ما الذي أصاب الأسرة ؟
وهل هذه الإصابة أصابت الأشخاص أنفسهم أم أصابت فكرهم ومعتقداتهم ؟
ولماذا فقد الأب سيطرته وسطوته على الأبناء والزوجة ؟
هل هو الاستقلال المادي ، أم الهجمة الفكرية التي أتت علينا من الغرب ؟
فبعد أن كان الابن يعيش في كنف والده حتى بعد أن يتزوج وينجب ،
تجمعهما نفس الدار ونفس المكان ونفس مائدة الطعام التي تجمع الآباء والأبناء والأحفاد .
نجد أن الابن يهجر بيت أبيه سعيًا وراء المال في بلاد الغرب ،
التي ليس لها مبادىء أسرية ،
ثم يأتي ليضع رأسه برأس أبيه ويريد أن يكون صاحب الكلمة والسلطة في بيت أبيه .

وكذلك الأب الذي فرّ إلى الخارج وترك الأسرة تجابه أزمات الحياة ومشاكلها بدون ربان للسفينة ،
واختار لهم توفير المال بدلاً من بناء العواطف والأوصال الشخصية .

والأم أيضًا هي الأم الحانية الحنون التي كانت تشعل الدفء في البيت بحبها وعطفها على الكبير والصغير
وإدارة شؤونهم .
الأم التي كانت تضحي بنفسها ومالها وراحتها وسعادتها وبكل ما تملك من أجل أبنائها .
هل أطفأت شعلة الحب ، وما السبب ؟
ولماذا سحبت القوامة من بين يدي زوجها لتصبح هي الآمر الناهي في البيت وهي صاحبة الرأي ؟
وصوتها فقط الذي يعلو ولا يُعلى عليه ؟

التحريض وفساد المجتمع

أم هي الهجمة الفكرية التي ساهم فيها العديد من الأدباء والكُتاب والمفكرين ،
وأدت إلى تمرد الزوجة وهجرها لبيت الزوجية ونقمتها على معاشرة زوجها .
والتي دفعت المرأة إلى الاستسلام لإغراءات الشيطان ووقعت في حبائله ،
ونزعت حجابها وخرجت إلى الشارع تمضي فيه وقتها ، وقتلت الغيرة والحمية عند الرجل عليها وعلى ابنته ،
فسمح لها أن تخرج من منزلها دون حسيب أو رقيب ، وغُض بصره عما ترتديه من ملابس مثيرة ،
وأباح لها الاختلاط مع زملائها وأصدقائها ، تستقبلهم في المنزل وترد عليهم زيارتهم بزيارة مثلها في بيوتهم ،
وأن تتغيب عن المنزل في رحلة عمل أو فُسحة .
إلى أين سيصل تأثير هذه الهجمة الفكرية علينا ؟

وهل سيأتي علينا زمان ننظر فيه إلى خاتم العفة عند الفتاة كما ينظر إليه الغرب الآن ،
على الرغم من أن خاتم العفة هذا يعتبر شيئًا من التكريم الذي أنعم الله به على بني آدم
وحدهم دون سائر المخلوقات الأخرى.
فلا نعلم أن هناك حيوانًا لأنثاه غشاء بكارة غير بنات حواء ، وهل سننظر إلى الفتاة المتدينة التي ليس لها
علاقات غرامية مع الشباب بأنها مريضة نفسيًا ومعقدة كما ينظر إليها الغرب .
هل نستهين بالزوجة متعددة العلاقات الغرامية قبل وبعد الزواج ،
وننظر إلى هذا الموضوع كأنه شيء عادي لا يثير غيرتنا وحميتنا ؟

هذه الهجمة الفكرية التي دفعت بالفتاة لاختيار شريك حياتها بنفسها ، تتعرف عليه في مرقص أو ناد أو شاطئ ،
أو زميل دراسة أو ظريف ذو دم خفيف جارٌ في الحي ، ولم تعد مفاجأة لدى الأسرة
أن تأتي الفتاة إلى الأب بهذا الشاب وقد اختارته شريكًا لحياتها لمجرد إعجابها بما أحسن تمثيله عليها ،
وانحصر دور الأب في الموافقة النهائية إن لم تكن تزوجته بالفعل .
وغالبًا ما تعصف الخلافات بمثل هذا الزواج ؛ لأنه بُني على الغش والخداع ،
وكل منهما يظن في الآخر ما ليس في حقيقته ، وفي الوقت ذاته كل منهما يظهر خلاف ما يبطن من صفات حميدة
وقيم تروق للطرف الآخر ؛ حتى يحبك الشباك على فريسته ، ويستمر هذا الزيف فترة الخطوبة ،
ولكن سرعان ما ينكشف بعد الزواج ، ويشعر كل طرف بخيبة أمله وصدمته من الطرف الآخر ،
وهذه الزيجات هي سبب ما نحن فيه من تحلل خلقي وتفكك أسري .

وبالأمس القريب كان الأب صاحب القرار الأول والأخير في اختيار زوج ابنته ،
وكان الأب بما لديه من حنكة وخبرة يجيد ويحسن اختيار زوج لابنته ، ولمَ لا وهو الذي قام بتربيتها وتهذيبها
يعرف ما يروق لها ويتفق مع طباعها ويصلح حالها .
والإسلام لم يمنع المرأة من أن تعرض نفسها على رجل من أهل الصلاح والتقوى للزواج منه ،
لم يمنع أيضًا من أخذ رأي الفتاة عند زواجها ، إلا أنه منع الفتاة من أن تزوج نفسها بدون ولي أمرها ومن لم
يكن لها ولي أمر فالحاكم وليها .

والإسلام لم يمنع النظر إلى المخطوبة واستشعار التوافق والقبول بين الطرفين ، ولكنه منع وحرّم خروج الفتاة
مع الفتى ، واختفائهم في الأماكن النائية تحت شعار الحب ، ودراسة كل طرف للآخر سنوات ،
ثم يقرران إما الفراق أو الزواج ، والإسلام لم يمنع المرأة من التزين ،
ولكنه يحرم عليها أن تتزين وتتجمل لغير زوجها .

والإسلام لم يمنع المرأة من التعلم والعمل في مجالات تخدم بنات جنسها ، ولكنه يحرّم عليها أن تختلط بزميل العمل
أو الدراسة ، وتتخذه صديقًا أو خليلاً أو زوجًا غير شرعي بجانب زوجها ،
تظهر له ما تضن به على زوجها وتحكي له أدق أسرار حياتها الزوجية ،
بالإضافة إلى الخضوع في القول والفعل
.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lahne-almafarik1973.yoo7.com
روح الاسلام
المدير العام
المدير العام
روح الاسلام


انثى
عدد الرسائل : 2163
العمر : 50
الموقع : منتديات لحن المفارق
العمل/الترفيه : موظفة حومية
المزاج : عادي
الدولة : الاسرة ملف كامل D0dfd110
الاوسمة : الاسرة ملف كامل 3547_1180475852
تاريخ التسجيل : 25/03/2008

الاسرة ملف كامل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاسرة ملف كامل   الاسرة ملف كامل Icon_minitimeالأحد 27 أبريل 2008, 1:05 pm




دور المرأة لا يُــثـــمّـن

وفي الماضي القريب ومن قبل هذه الهجمة الفكرية التي أصابت قيمنا ومبادئنا في مقتل ،
كانت أمهات وزوجات الماضي وإن كان كثيرات منهن لا يحملن أي مؤهلات دراسية أو علمية ،
إلا أنهن أنجبن كثيرًا ممن قادوا حركات التحرير الوطني ضد الاستعمار .
وقادوا حركات التنوير العلمي والثقافي .

وقد كانت الأسرة المترابطة فيما مضى تؤدي دورها أفضل أداء في تنشئه الطفل من الأسرة الحديثة ،
حيث كانت هناك فطرة سليمة ونسيج قوي من العلاقات والقيم يتوارثه الأجيال ويتم تنشئة الطفل من خلاله .

لذلك ، ونحن في القرن الحادي والعشرين ، وقد انكب العلماء على إنشاء المدارس والمعاهد
في جميع شؤون الحياة لكافة المهن والتخصصات ،
فمهما كبرت أو صغرت هذه المهن ، وعظم شأنها أو قل .
فإن كثيرًا من المهن والحرف التي كانت بالأمس القريب لا تحتاج إلى أي نوع من التعلم الأكاديمي ،
نجد أنها قد فتحت لها مدارس وانقسمت إلى تخصصات ، وأصبحت مصدر دراسات عليا .

نطالب من أجل إعداد الأم والزوجة الصالحة بإحياء مدارس للتربية أو الثقافة النسوية .
وهذه المدارس كانت موجودة بالفعل ، ولكنها - للأسف - أُلغيت ولم تقم لها قائمة ،
أو أن هذه الأمور تدّرس للطالبات بعد انتهاء دراستهن الجامعية ،
كما تدرّس في مراكز تنظيم الأسرة لكل مقبل على الزواج
بدلاً من تركها للاجتهادات غير العلمية وسط هوس الغزو الفكري

حذار .. الأسرة في خطر

عبد العزيز بن محمد التميمي


أصدقكم القول إنني مندهش جداً ، فثمة خطر حقيقي مفزع يلوح في الأفق ..
قد بدت نذر هبوبه ومع ذلك فلا يبالي أحد ـ على الأقل حتى الآن ولا يتحدث عنه أحد ـ
إلا النذر اليسير ـ بينما يشكو الكثير من تفشي الجريمة وتعاطي المخدرات
والتحلل الخلقي وغير ذلك من العلل والأمراض ..
المخدرات التي تبذل لأجلها حكومة الولايات المتحدة وأوربا المليارات ، وتجند لها مئات الألوف من رجال الأمن
والتحري والدوريات و .. دون جدوى !!

وتعقد الكثير من المنتديات والمؤتمرات حول السبل الناجعة لمواجهة هذا الخطر المرعب ،
وتتخذ الكثير من التوجيهات والقرارات ، ولا يزداد الأمر إلا خطورة واستفحالاً ..
الحل الحقيقي هو الأسرة ..! والخطر الحقيقي المخيف … هو تقويض الأسرة .

يؤمن الناس في الغرب أن وراء كل عظيم ( امرأة ) لكن إيماني عميق بأن وراء كل عظيم أسرة عظيمة ؛
ولذلك فكل ما من شأنه دعم كيان الأسرة وتعزيزها يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار ويعطى الأولوية .

الأسرة هي ملاذ الأمن الاجتماعي المطلوب ، وأي خطر يتهددها هو خطر في نواة الأمن الاجتماعي الصلبة
الذي يجب أن تقام من حوله القلاع وتبني من حوله المتاريس .
وفي الماضي كانوا يقولون عن الرجل إذا بالغوا في الثناء عليه :
( فلان ولد حمولة )
أي أنه نتاج أسرة كريمة

{ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ } (58) سورة الأعراف

ولما كان حاله كذلك فلا عجب أن يكون على خير صفات الكمال .
فالشيء من معدنه لا يستغرب …
واليوم بدأت تتحطم القبيلة لحساب (( الوطنية )) ،
ويتمزق كيان الأسرة لحساب (( الحرية الفردية )) في الماضي كانت الأجيال الثلاثة تسكن بيتاً واحداً ..
الجد وابنه وأحفاده .. في الماضي لم تكن الأسرة تتناول طعاماً إلا مجتمعة .. واليوم تتكفل محلات الوجبات
السريعة ((FAST FOOD )) المهمة ، لا يجمع الناس في البيت الواحد إلا لحظات النوم .
وحتى هذه اللحظات متفاوتة ؛ فمن أفراد الأسرة من لا ينام إلا مع بواكير الفجر الأولى
بعدها يمل من مراقبة (( القنوات الفضائية )) المتنوعة ،
أو ينتهي من حوارات (( الدردشة CHATTING )) )) في الإنترنت
تلك التي تكاد لا تنتهي …!!
ومنهم من ينام أول الليل حتى (( يلحق بالعمل الباكر )) ،
ومنهم من لا ينام حتى ترتفع الشمس في كبد السماء ،
ويزداد الحر فيفر منه إلى سكينة النوم عاكساً قانون الله الكوني في جعل الليل سكناً …!!
يا سادة !
هل تصدقون أن نسبة الطلاق في المدن الكبرى تجاوزت (( 30% ))
أي أنه بين كل ثلاث زيجات تنتهي واحدة بالطلاق بعد مدة .
تنبهوا ها هو حصن الأمن تتقوض أسواره .. هل تبحثون عن الأسباب …؟!

ثمة أسباب كثيرة ..
ربما يساعدنا إدراك أن هذه الظاهرة ـ أعني ظاهرة الطلاق والتمزق الأسري ـ
ظاهرة عالمية تتزايد في كل مكان في هذا العالم ، ولما كنا ـ وكم يؤلمني ذلك ـ
نعيش في عصر العولمة
((عولمة وسائل الاتصال والنقل ، والمعلومات وعولمة الجريمة والتحلل الأسري ، وهيمنة النموذج الغربي .. لما كنا نعيش هذا العصر فلا ريب أن علله الأخلاقية تعدينا تماما
ً (( كما يعدي الصحيحَ الأجربُ )).

زرت العديد من الدول الأوربية .. ورأيت أنك تتمكن بسهولة من ملاحظة رجل يسير مع امرأة ،
أو امرأة تسير مع أطفالها .. بل الرجل يسير مع أطفاله ، لكنك من الصعب جداً
أن تجد أسرة مكونة من الأم والأب والأطفال !!

لقد تخيل بعضنا أنا بدأنا نستهلك الغرب … وأذبناه ـ ويا للمفاجأة ـ
نحن الذين تستهلكهم الحضارة الغربية … ثم تلفظهم مشتتين ممزقين واهني القوى ..

تشتكي الكثير من الأمهات من عدوانية أطفالهن التي لا تطاق … ولا غرابة ..
فالطفل الذي يمضي سحابة نهاره في حضن خادمته المكدودة طوال نهارها في العناية بالمنزل ،
تعاني الكثير من الآلام في بعدها عن زوجها وأطفالها ؛
فكيف لها أن تكون مصدر حنان يكفي لطفل قذفت به أمه بين يدي هذه المربية ،
ثم انطلقت لا تلوي تعمل في هذه الوظيفة أو تلك !!

كيف لا يكون الطفل عدوانيا .. وأمه تنتظر كالنمرة عودة زوجها مكدوداً مرهقاً من عمل النهار كي تنطلق نحوه
بأعيرة كلامية لا تنتهي حول تقصيره في بيته وإهماله لها ..
أو حول تصرفات أهله أو أقاربه معها أو .. أو …
كيف يمكن لهذا الطفل المسكين أن يكون ودوداً لطيفاً مبدعاً معطاء ؟!

ثم كيف يمكن لهذه الأم التي يكيل لها زوجها الصاع صاعين ..
كيف يمكن لها أن ترضخ له ، وهي الموظفة المرموقة ، التي تملك السيارة والسائق والخادمة والمريبة… الخ
إنها ليست في حاجة إليه .. بل هو الذي يحتاجها .. وإن لم يحترمها وصبر على (( نكدها ))
فليذهب إلى الجحيم ولا عليها أن تكون بلا زوج .
فأزواج هذه الأيام ـ كما يقلن كثيراً ـ البعد عنهم خير من القرب منهم !!

الضحية في النهاية هم هؤلاء الأطفال المساكين … إنني عاجز عن أن أكف تفكيري الدائم في المستقبل
المجهول الذي ينتظر هؤلاء المساكين الذين لم يجدوا حظاً من الرعاية والاهتمام في طفولتهم الأولى ..
أي نوع من الرجال سيكونون ؟ وأي نوع من الأسر سوف يشكلونها ؟!

ثم هذا الغلاء الفاحش في تكاليف المعيشة ، وهذه النفقات الباهظة للزواج من يطيق احتمالها والقيام بها ؟!

إنني أعتقد اعتقاداً لا أشك فيه أن أجراس الخطر لا بد تقرع الآن ،
وأنه قد آن للعقلاء من هذه الأمة أن يبدؤوا بتشكيل الملتقيات والندوات والجمعيات الخيرية ومنظمات التوعية التي
تواجه هذا الصدع الخطير في بينان الأسرة التي نواجهها اليوم … وتذكروا معي جيدًا أن
(( وراء كل عظيم أسرة عظيمة )).

نافــــــذة الهـــــــلاك

عبد الله الحريف



الصحف والمجلات .. والقصص .. الأشرطة .. والفيديو .. والتليفزيون ..

ثم جهاز الاستقبال الفضائي المشهور بـ ( الدش ).

أفكار متنوعة .. وثقافات مختلفة .. وأخلاقيات غربية .. وصور فاضحة .
لقد اعترضت فرنسا وغيرها من بلدان أوروبا على غزو الثقافة والإعلام الأمريكي لهم ، ورأوا في ذلك اعتداء على عقلية شعوبهم .. و انتهاكا سافر لخصوصياتهم ..؟!!!

كانت أدوات الخطاب والمواجهة في الماضي مقصورة على خطبة أو قصيدة لكنها قد تنوعت في هذا العصر

وأصبح فكر الإنسان .. وعواطفه ..وعقله .. وقلبه
يتحكم فيها الإعلام رديئا كان أو صالحا ..

وكانت المرأة المسلمة في السابق .. بعيدة عن كثير من الأفكار السيئة والتصرفات الخاطئة ..
فأصبحت في هذا العصر تبصر ذلك عن كثب ..
وأصبحت تستقبل كثيرا من الأخلاق الغربية بدون أن يكون لذلك الوضع أي إنكار أو معارضة لدرجة أنه قد أصبح الوضع الصحيح .. وما سواه الخطأ ..
إنك عندما تريد أن تقتني بفكرة ما ستذكر الأدلة المؤيدة ..
والفوائد المنبثقة و . .. ثم تنجح في إقناعي .

فما بالك إذا كنت تخاطبني كل يوم .. وبأساليب مختلفة .. وبطرائق جذابة ومبهرة ..

كانت طفلة صغيرة تعيش مع أبيها الذي لم يتعلم ومع أمها التي تكدح طوال اليوم لتوفر لها ولإخوتها كل ما تريد ..

ومع إخوة في المنزل لكل واحد منهم همومه وحياته وكان جهاز التلفزيون يتربع في أحد أركان المنزل وكذلك المذياع ، والصحف والمجلات يحضرها الأخوة يوميا وكان ذلك زادها الفكري ونافذتها على العالم إذا أضفنا صاحباتها في المدرسة .

كانت ترى كل هذه النوافذ تصور فتاة العصر على أنها هي الفتاة المنطلقة المتبرجة ذات الصديقات والأصدقاء التي تعمل تذهب متى تشاء وتعود متى تشاء ( الحرة ) .

بينما تظهر المرأة البلهاء .. ذات العقل الغبي والفكر الناقص .. تقبع في البيت ثياب متسخة وشعر أشعث وحياة بائسة

أثناء ذلك وبعده تفتح المجلة فترى صور الفتيات الجميلات .. المتحررات ثم تسمع الأغنية وتقرأ القصة ..

تلبس العباءة بدون مبالاة وتغطي وجهها أمام من تعرف ..
تهمس لصديقة خاصة بما تجد وتحاذر وتبدأ الفتاة شعرت أو لم تشعر بفك ما تتصور أنها قيود مؤلمة .

ويظهر كل ذلك في أشكال متنوعة وحسب قدرة كل فتاة على التخلص والنفور

لا أحد تفتح له قلبها من أخوتها وأبيها
ولا أحد يناقشها ويجيب عن أسئلتها ؟

ليست فتاة واحدة إن كثيرة من الفتيات اللاتي شربن الأفكار المعادية لتعاليم الإسلام قد أظهرن كثيرا من التبرم ،
قلن ذلك بألسنتهن أو بتصرفاتهن .

فمن يقول لها إن الحجاب طهر وعفاف ، وإن المرأة الغربية التي بلغت أوج الحرية والانطلاق تتمنى الآن أنها لم تفعل ؟

من يقول لها إن الأفكار المسمومة التي توجه لها على قاعدة
( دس السم في العسل ) أفكار تؤدي بها الهلاك ؟

إننا لا نريد أن توضع المرأة في صندوق حتى تكبر ولسنا عساكر على فكرها فنأذن لمن نشاء ونحجب من نشاء .

وفي نفس الوقت نحن نحرص عليها ونتمنى لها الخير والصلاح ولا نريد أن تصل إلى الدرك الأسفل الذي وصلت إليه المرأة في بعض المجتمعات .

ولكن كم هو عاجز وجاهل ذلك الذي يوفر لها كل أساليب وطرق الفساد الفكري والسلوكي ثم يريد منها أن تكون ( مريم ) .

إن الرجل يصبح في منتهى الجبن والوهن
عندما يرى اللص يدخل إلى بيته ويسكت .
وإن لصوص الفكر والفضيلة يدخلون البيوت .

وقد يجول ويتوعد ويتهدد إذا أتاه الخبر أن ابنته ضبطت مع شاب في سيارة .

مع أنه هو الذي سمح لعفاف ابنته أن يتسرب شيئا فشيئا تحت وقع أدوات الفساد ،
إن مقولة العالم أصبح قرية واحدة مقولة صحيحة ولكنها ليست مبرراً أن أدخل بيتي كل ما هب ودب.

وإن في هذه القرية إلى الآن بدائل خير كثيرة تغني عن البلاء القادم .

ومسؤولية المرأة ـ سواء كانت أما أم ربة بيت أم فتاة متعلمة مقبلة على الحياة ـ
أصبحت أكبر وأعظم في هذا العصر .

الأم عندما تخاطب زوجها قائلة :
لا أسمح لك أن تخرب بيتي وتفسد أولادي .

وتقف أمام الأب الطائش بكل حزم وجرأة فهي بذلك تذود عن بيتها أخطر الأعداء .
وإن الفتاة عندما تبذل الجهد المضاعف في البيت مع الأم والإخوة الصغار ثم الأب في سبيل تطهير المنزل من كل مخلفات الحضارة وقذارات المدينة ..
فهي بذلك تحقق حريتها بالشكل الصحيح ،
وتصبح جديرة بالثقة وهي بذلك تلقم الأعداء حجراً في أفواههم .

قبل الزواج تشترط المنزل النظيف من كل ما من شأنه تلويث عقول أطفالها القادمين .
والتنغيص على استقرارها في بيت هادئ ومستقر .

وكثير من حالات الطلاق كان وراءها منظر مخل أو فليم ساقط أو فكرة استمدت من أداة شر
.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lahne-almafarik1973.yoo7.com
روح الاسلام
المدير العام
المدير العام
روح الاسلام


انثى
عدد الرسائل : 2163
العمر : 50
الموقع : منتديات لحن المفارق
العمل/الترفيه : موظفة حومية
المزاج : عادي
الدولة : الاسرة ملف كامل D0dfd110
الاوسمة : الاسرة ملف كامل 3547_1180475852
تاريخ التسجيل : 25/03/2008

الاسرة ملف كامل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاسرة ملف كامل   الاسرة ملف كامل Icon_minitimeالأحد 27 أبريل 2008, 1:07 pm



الاختلاط ناجم عن سلبية الرجال

سلبية الرجل تجاه ما تتعرض له المرأة من مضايقات كان موضوع دراسة
أعدتها الدكتورة إيمان قائد - أستاذة علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية –
شملت الدراسة عينة من 300 رجل وامرأة من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية والثقافية،
وكان الهدف منها إعطاء تفسير نفسي واجتماعي لحالة السلبية وعدم الاهتمام التي تظهر على الرجل
عندما تتعرض المرأة للمعاكسات أو المضايقات من بعض الرجال.

وذكرت الدراسة أن 86% من العينة يعترفون بوجود سلبية مفرطة عند الرجال،
وأن 78% يحملون المسؤولية للفتاة وليس للرجل،
فيما يري 37% أن صورة المرأة في الإعلام هي السبب.

ويري 42% أن الناس لايثقون في القانون،
بينما يري نحو 45% أن انشغال كل إنسان بهمومه يجعل اهتمام الرجال
بما تتعرض له السيدات يقل بشكل ملحوظ.

وتفسر الدكتورة إيمان ضياع (شهامة) الرجل بعدة أسباب اجتماعية وتقول:

( لاشك أن الجزء الأكبر من تفسير ما حدث يعود لقرار المرأة وسلوكها، فخروج المرأة ومزاحمتها المستمرة للرجل أشعره أنه لا فرق إذن بينه وبينها، ولذلك قد يسأل البعض نفسه: لماذا أقوم لها لتجلس في المركبة وهي تزاحمني كل يوم؟!).


وتضيف الدكتورة إيمان:
مثلا من خمسين سنة كان يصعد الواحد منا للمركبة فيجد امرأتين أو ثلاثة أو ربما لا يجد،
الآن نصف المركبة وربما أكثر من الفتيات والسيدات..
فلماذا يقوم الرجل لتجلس هي؟
أيضا مسألة التبرج الفاحش والاختلاط، واستهتار بعض الفتيات بملابسهن
جعل بعض الشباب يعتقد خطأ في سلوك الفتيات ويحملها المسئولية،
وبالتالي لا يدافع عنها عند حدوث المشكلة.
ولعلاج هذه السلبية تؤكد الدكتورة إيمان قائد على أهمية التربية الإسلامية
قبل القانون والأخلاق قبل العقاب.

كذلك لابد أن تكون البداية من الأسرة ذاتها
وعن طريق المرأة ذاتها،
بحيث تغرس في أبنائها القيم والمبادئ الدينية مثل:
الإيثار والعفة والشهامة، وتغيير المنكر عند رؤيته،
وحرمة الاختلاط المفتوح الذي يأكل الشهامة من النفوس.

ســــــــــــــلام البيت

أ . ســـيد قطب




البيت مثابة وسكن ؛ وفي ظله تنبت الطفولة ، وتدرج الحداثة ، ومن سماته تأخذ سماتها وطابعها،
وفي جوه تتنفس وتتكيف..
وكم من أحداث وحوادث وقعت على مسرح المجتمع،
وأثرت في سير التاريخ ، تكمن بواعثها الخفية في مؤثرات بيتية .

والفرد الذي لا يستمتع في بيته بالسلام ، لن يعرف للسلام قيمة ،
ولن يتذوق له طعماً، ولن يكون عامل سلام ،
وفي أعصابه معركة ، وفي نفسه قلق ، وفي روحه اضطراب .

والإسلام يتجه إلى بذر السلام في البيت ، في الوقت الذي يتجه فيه إلى الضمير الفردي ،
وإلى المجتمع الدولي..
فكلها حلقات متضامنة؛ وفيما بينها ترابط واتصال

يبدأ الإسلام أولاً بتصوير العلاقة البيتية تصويراً رفافاً شفيفاً ،
يشع منه التعاطف ، وترف فيه الظلال ؛ ويشيع فيه الندى ،
ويفوح منه العبير :


{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً }
(21) سورة الروم


{ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ } (187) سورة البقرة

فهي صلة النفس بالنفس ، وهي صلة السكن والقرار،

وإنك لتحس في الألفاظ ذاتها حنواً ورفقاً ،
وتستروح من خلالها نداوة وظلا ً. وإنها لتعبير كامل عن حقيقة الصلة التي يفترضها الإسلام لذلك الرباط الإنساني الرفيق الوثيق .

ذلك في الوقت الذي يلحظ في أغراض ذلك الرباط كلها بما فيها امتداد الحياة بالأولاد ، فيمنح هذه الأغراض كلها طابع النظافة والبراءة ،

ويعترف بطهارتها وجديتها، وينسق بين اتجاهاتها ومقتضياتها، ذلك حين يقول سبحانه :

{ نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ } (223) سورة البقرة


فيلحظ كذلك معنى الإخصاب والإكثار .

فأ ولاً :
لا بد في هذا الارتباط من الرضى والاستئذان، فلا تزوج المرأة بغير إذنها ورضاها :

[ لا تنكح الثيب حتى تستأمر ، ولا تنكح البكر حتى تستأذن وإذنها صماتها ] [ أخرجه البخاري ومسلم ] .

ولا بد فيه من الرؤية ليكون هذا الرضى جدياً وقائماً على حقيقة ، ومنبعثاً من شعور :

[ فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ]
من مصابيح السنة عن المغيرة بن شعبة .

وثانياً:

لا بد فيه من علانية وإشهاد، فلا يتم في السر والخفاء كما تتم الجريمة،
ولا بد من إيجاب وقبول صريحين يشهد عليهما الشهود ،
فلا يبقى ظل من شك أو غموض في قيام هذا الارتباط ،
حتى ليستحب دق الطبول لهذه المناسبة زيادة في الإعلان !

وثالثاً :

لا بد فيه من نية التأبيد لا التوقيت ؛ فإذا نوى أو صرح بأن يكون هذا الزواج موقوتاً بزمن لم ينعقد ،
لأن هذا الارتباط مقصود به السكن والاستقرار، مقصود به أن يركن إليه الزوجان في اطمئنان،
وأن يبنيا في ظله الحياة وهما واثقان آمنان.

ولكي يهيئ الإسلام للبيت جوه؛ ويهيئ للفراخ الناشئة فيه رعايتها…
أوجب على الرجل النفقة وجعلها فريضة،
كي يتاح للأم من الجهد ومن الوقت ومن هدوء البال
ما تشرف به على هذه الفراخ الزغب، وما تهيئ به للمثابة نظامها وعطرها وبشاشتها،
فالأم المكدودة بالعمل للكسب ، المرهقة بمقتضيات العمل،
المقيدة بمواعيده، المشتتة الطاقة فيه..
لا يمكن أن تهب للبيت جوه وعطره، ولا يمكن أن تمنح الطفولة النابتة فيه حقها ورعايتها.

وبيوت الموظفات والعاملات ما تزيد على جو الفنادق والخانات،
وما يشيع فيها ذلك الأريج الذي يشيع في البيت .
فحقيقة البيت لا توجد إلا أن تنشئها امرأة؛
وأريج البيت لن يفوح إلا أن تطلقه زوجة؛
وحنان البيت لن يشيع إلا أن تتولاه أم والمرأة أو الزوجة أو الأم التي تقضي وقتها وجهدها وطاقتها الروحية في العمل
لن تطلق في جو البيت إلا الإرهاق والكلال والملال!.

إن خروج المرأة لتعمل كارثة على البيت قد تبيجها الضرورة،
أما أن يتطوع بها الناس وهم قادرون على اجتنابها،
فتلك هي اللعنة التي تصيب الأرواح والضمائر والعقول، في عصور الانتكاس والشرود والضلال.

وفي سبيل الاستقرار البيتي وقطعاً لدابر الفوضى والنزاع فيه،
جعل الإسلام القوامة فيه للرجل، وذلك تمشياً مع سياسة التنظيم التي يحرص عليها الإسلام حرصاً شديداً، والتي جعلت الرسول يأمر الرجال أن يؤمّروا عليهم أحدهم حتى لو خرج ثلاثة في أمر فأحدهم أمير.

إن توحيد القيادة ضروري لأمن السفينة، وفي سفينة البيت لا يد من قيادة تحتمل التبعة ،
وتحفظ النظام أن ينتكث،
وما في هذا من شذوذ على القاعدة الإسلامية العامة في عالم الرجال أيضاً.

فأي الزوجين كان المنطق كفيلاً بأن يسلمه القيادة؟
المرأة المشبوبة العواطف والانفعال بحكم وظيفتها الأولى في رعاية الأطفال وتعطير جو البيت بالجمال؟

أم الرجل الذي كلفه الإسلام الإنفاق لتخلو المرأة إلى عبئها الضخم، وتنفق فيه طاقتها ووسعها؟

لقد جعل له الإسلام القوامة ، تحقيقاً لنظامه المطرد أن تكون في كل عمل قيادة وقوامة،
واختاره لأنه بخلقته وتجاربه أصلح الاثنين لهذه الوظيفة .

وهكذا حين تعرض المسألة في بساطتها هذه وفي وضوحها، ينكشف ذلك اللغط الهاذر الذي تلوكه ألسنة الفارغين والفارغات في هذا الزمان حول النظام،
ويتجلى أن فراغ الحياة وفراغ القلوب وفراغ العقول،
هو الذي ينشئ ذلك اللغط ، ويجعله موضوع جدل ومادة حديث .
وهو نظام قصد به الإسلام أن يكون حلقة من حلقات السلام في البيت، وضمانة للاستقرار فيه والنظام .
ولكن في عهود الانتكاس، وفي فترات الفراغ من جديات الأمور،
لا يبقى للمجتمع ما يحفل به إلا الفتات والقشور، وإلا الهذر واللجاج!

من كتابه
السلام العالمي والإسلام
دور الأسرة في تربية الأجيال
بقلم عبد الرحمن واصل


أولادنا ثمار قلوبنا ، وفلذات أكبادنا ، وامتداد لحياتنا بعد فنائنا ..
ونحن إذ نتحدث عن دور الأسرة في تنشئة الأجيال ..
فإننا نتحدث عن موضوع له خطره ..
فالطفل الصغير أمانة كبيرة بين يدي أبيه وأمه ..
وعقله الصغير أرض بكر لم تزرع ، وورقة بيضاء لم يخط فيها حرف .

وإذا كنا قد وضعنا وسائل الإعلام في قفص الاتهام باعتبارها المخرب الأول للأجيال ،

فإن دور الأسرة في التربية ،
قد يكون بمثابة الطعم الواقي الذي يجعل عقل الطفل مدرعـًا ضد قاذفات الفساد والانحراف ،
وإلى هذا الدور الخطير الذي تقوم به الأسرة

يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ :

[ كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ]

[رواه أبو يعلى والطبراني والبيهقي ] .

وقبل أن نسترسل في الحديث
فإننا نلفت النظر إلى أننا لن نستطيع تغطية الموضوع من كل جوانبه الدينية والنفسية والاجتماعية .

ولكننا سنتكلم عن جوانب أساسية في التربية يغفل عنها كثير من المسلمين .

فبعض الناس يعتقدون أن رسالتهم في الحياة هي إنجاب الأولاد ،
ومنتهى فهمه في تربيتهم هو أن يوفر لهم الطعام والشراب ، والملبس ، والمسكن ،

وأحيانـًا يرهق نفسه في سبيل تزويدهم بالكماليات والمرفهات .

وغاية ما يصل إليه في تربيتهم هو أن يجتهد في تعليمهم حتى يحصلوا على درجات عالية تؤهلهم ؛

لأن يأخذوا أوضاعهم المادية والأدبية في المجتمع .
وبذلك يكون قد بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة .. هذا مبلغ علم الكثير من المسلمين .

وهي ـ لعمر الحق ـ أفكار ومعتقدات لا تنسجم مع مفهوم الإسلام في التربية .

فمطالب الطعام والشراب .. مطالب يشترك فيها الحيوان مع الإنسان ،
وفهم الأسرة لرسالة التربية والتعاليم بهذا الأسلوب الشائع وسيلة من وسائل الدمار والخراب ،

فالإسلام لا يعامل الإنسان ككتلة من لحم غايتها في الحياة
هو " العلف " أو التزود من ماديات الحياة بقدر المستطاع ،

وإنما يعامله جسدًا وروحـًا ، فتربية الجسم تسير جنبـًا إلى جنب مع تربية الروح ،

إذا جار أحدهما على الآخر حدث الخلل والاضطراب في النفس البشرية .

ما فائدة أن ألقن ابني العلم ،
وأسعى في الحصول له على مدرسين متخصصين
ليكون من المتقدمين في نفس الوقت الذي هو في الأخلاق صفر من كل فضيلة وأدب وتهذيب ؟

إن العلم في هذه الحالة سيكون وسيلة تدمير وهدم وشقاء .


doPoem(0)
والعلم إن لم تكتنفه شمائل تعليه كان مطية الأخفاق
لا تحسبن العلم ينفع وحده ما لم يتوج ربه بخـلاق

ولقد رأينا كثيرًا من الأبناء لا أقول تربوا ،
ولكن أقول درجوا على هذا الأسلوب ،

فصار الواحد منهم بعد ما شب عن الطوق ، يصعر خده لوالديه ،
ويثني عطفه عليهما ، ويتنكر لهما إذا كان من بسطاء الناس .

وشاهدت بعنين رأسي شابـًا " متعلمـًا " ـ كان يترك والدته العجوز في البيت ..
بيتها الذي سكنه هو وزوجته ـ
يتركها ليأتي إليها المتطوعون من الناس يقومون لها ببعض شئونها حتى ودعت
الحياة ساخطة عليه وعلى زوجته .. ولقد شاهدته ـ
بعد ما أحاط به نكد الحياة ـ يزور قبرها بعد موتها ،

فقلت في نفسي :

doPoem(0)
لا ألفينك بعد الموت تندبنـي وفي حياتي ما زودتني زادي


أين حدث هذا ؟ إنه حدث في عاصمة الدنيا وقمة الحضارة .. في " نيويورك " !!

ولعلك قرأت عن " بي بي " بريجيت باردو التي تزعمت الدعوة المقامة في " مرسيليا "
ضد الدكتور " شارل " الذي يجري التجارب على الحيوانات وهي مازالت حية :
" يقوم بأفعاله ـ حسب أقوال بريجيت ـ في ظروف فظيعة ، وهي تتساءل في ألم :

هل يجب التضحية بالحيوان في سبيل الإنسان " ؟ .

هل رأيت الرقة ؟ هل رأيت العذوبة ؟

هل رأيت إلى أي مدى وصل خراب الضمير الذي لا يستيقظ لقتل آلاف البشر ـ لا أقول المسلمين ـ
في أنحاء المعمورة ، ولا يستيقط لتشريد الملايين الذين يفترشون الجليد ،
ويلتحفون البؤس والمسغبة ،

وفي الوقت نفسه يذوب من رهافة الحس على الحيوان " ،

[نعم يأمرنا الإسلام بالرفق بالحيوان ولكن الإنسان أولى ] .

{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا }

[الكهف/103 ، 104] .

إنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها .

لقد كانت تبلغ يقظة الضمير في المسلم إلى درجة لا يمكن أن يوجد لها نظير
إلا في مجتمع يتربى على الإسلام منهـجًا وسلوكـًا .

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال :
أتى رجل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو في المسجد ، فناداه فقال :
يا رسول الله ، إني زنيت ، فأعرض عنه .. ردد عليه أربع مرات .. فلما شهد على نفسه أربع شهادات ..
دعاه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال :
[ أبك جنون ] قال : لا ، قال : [ فهل أحصنت ] ؟ قال : نعم ،
فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
[ اذهبوا به فارجموه ] .

وعن أبي نجيد عمران بن الحصين الخزاعي ـ رضي الله عنهما ـ
أن امرأة من جهينة أتت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وهي حبلى من الزنا ، قالت :
يا رسول الله ، أصبت حدًا فأقمه عليَّ ،
فدعا نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وليها فقال :
[ أحسن إليها ، فإذا وضعت فأتني ، فأمر نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فشدت عليها ثيابها ، ثم أمر بها فرجمت ، ثم صلى عليها ،
فقال له عمر ـ رضي الله عنه ـ تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت ؟
قال :
[ لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ، وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله ـ عز وجل ]
[رواه مسلم]

صور مشرقة للضمير الحي اليقظ الذي تربى في مدارس الإيمان .

فمتى نفقه ؟

متى نتعلم ؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lahne-almafarik1973.yoo7.com
روح الاسلام
المدير العام
المدير العام
روح الاسلام


انثى
عدد الرسائل : 2163
العمر : 50
الموقع : منتديات لحن المفارق
العمل/الترفيه : موظفة حومية
المزاج : عادي
الدولة : الاسرة ملف كامل D0dfd110
الاوسمة : الاسرة ملف كامل 3547_1180475852
تاريخ التسجيل : 25/03/2008

الاسرة ملف كامل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاسرة ملف كامل   الاسرة ملف كامل Icon_minitimeالأحد 27 أبريل 2008, 1:08 pm



سورة النور ودورها في بناء الأسرة المسلمة

{سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }

الشيخ محمد الغزالي رحمه الله



سورة النور… سورة تميزت بالحفاظ الشديد على كرامة الأسرة، وقيمة العرض، ودعمت جانب الشرف، وفصّلت ما ينبغي أن يلزمه المجتمع كي يحافظ على حرمات الله وحقوق الناس، ورسمت للتقاليد الجنسية والاجتماعية صوراً دقيقة ألزمت المؤمنين بها.
ومع أن سور القرآن كلها منزلة من عند الله، ومعروف أنها سور إلا أن هذه السورة وحدها دون سور القرآن كلها تميزت بهذا البدء :

{سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }

والسبب في ذلك :
أن السورة تدور حول مشكلات الغريزة الجنسية
وهي من أعتى الغرائز وأقواها .
ولما كان ضبط هذه الغريزة في مسارها وانطلاقها لا بد منه لضمان نفس شريفة ، وخُلق مستقيم، وعفة شاملة مستوعبة، ومجتمع نقي طهور فإن السورة بدأت هكذا…
ولا بد أن نعلم ابتداءً أن الإسلام دين الفطرة -
أي دين الطبيعة السوية المستقيمة - يرفض التكلف والافتعال….
وما أنزل الله من تعاليم في هذا الدين القيم هو لضبط الفطرة وضمان أن تسير سيراً حسناً…
لهذا كان للغريزة الجنسية تعاليم واضحة في هذا الدين…
وكان لانحرافاتها عقوبات محددة في هذا الدين.

الغريزة والزواج

وسورة النور تتحدث عن احترام الغريزة وضبطها حتى لا تنحرف يمنة أو يسرة،
ثم التخويف لمن يدع حدود الله أو يترك العقوبات التي قُررت تقريراً حاسماً في هذه السورة المباركة …
القرآن الكريم لم يعتبر الغريزة الجنسية رجساً من عمل الشيطان … اعترف بها وجعل المتنفس الوحيد لها الزواج :

{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ }
(المؤمنون 5-7)

واعتبر الزواج عبادة بل جاء في السنة أنه نصف الدين:
[ إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف دينه فليتق الله في النصف الباقي ]
[ رواه البيهقي في شعب الإيمان وصححه الألباني ] .

إذاً فالزواج فريضة اجتماعية لا بد أن تتواصى الأمة الإسلامية بتيسيرها.. لكن ذلك متروك للوعي العام وللضمير المؤمن.

وقد جاءت آيات في هذه السورة تتحدث إلى أولياء الفتيات،
وجاءت أيضاً تتحدث إلى من يريد الزواج أو من يقدر عليه ويطلبه …
في الآيات الأولى نقرأ قوله تعالى:

{ وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
(32) سورة النــور

، ويشرح النبي صلى الله عليه وسلم هذا التوجيه فيقول:

[ إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ]

[ رواه الترمذي وغيره ]

ووكل ذلك - بداهة -
إلى تقدير ولي الفتاة وإلى تصور الأسرة للنفقة وما يتصل بها..
والواقع أن هذا التقدير لا يمكن أن يـبت فيه قانون ، إنما الذي يبت فيه مجتمع مؤمن،
والذي يبت فيه رجال يتقون الله ويريدون أن يشيعوا العفة والقناعة في المجتمع…
وإلى أن يتزوج طالب الزواج ، وإلى أن يستكمل دينه ماذا يصنع بقول الله :

{وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ } (33) سورة النــور

فلا بد أن يستعفف…
وعبارة الاستعفاف تعني أن المرء يتكلف أو يعاني أو يتعب نفسه،
ولا بد من ذلك في كبح الهوى وضبط الغريزة…
فإن الغريزة العاتية تحتاج إلى إرادة حديدية…
وهنا نجد أن الإسلام حارب الانحراف والجنس بمحاربة بوادره الأولى
أو المقدمات التي تغري به.. وكان في هذا ديناً عملياً.

لا .. لاقتحام البيوت

في هذه السورة نقرأ قوله تعالى وهو يمنع الانحراف الجنسي :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }
(27) سورة النــور

وكما قال أحد السلف إذا سمعت الآية تقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )

فأعرها سمعك فإما خير تؤمر به أو شر تُنهى عنه..
هذا النداء يستثير الإيمان.. لماذا؟
لأن الإيمان هو الذي يخلق الضمير اليقظان الحي الذي يجعل الإنسان إذا قرع بيتاً ولم يجد الرجل فيه يرجع من حيث جاء..
لا يجوز بتةً اقتحام بيت ليس فيه صاحبه..
لا يجوز ديناً ولا مروءة اقتحام البيت وفيه امرأة وحدها فإن البيت حصنها، وينبغي أن تبقى في هذا الحصن مصونة..
والإسلام يرفض كل تقليد اجتماعي يتواضع الناس عليه لجعل الخلوة بالمرأة ممكنة..
يرفض الإسلام هذا لأنه بذلك - فعلاً - يسد أبواب الفتنة.


غض البصر

ثم توجيه آخر لا بد منه وهو: غض البصر…
فإن الإنسان إذا أرسل عينه تتلصص على الأعراض من هنا أو من هنا فإنه يفتح أبواب الشر على نفسه…

وقد قال شاعر قديماً:


doPoem(0)
والمرء مـا دام ذا عيـن يقلبهـا في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسر مقلتـه مـا ضـر مهجتـه لا مرحباً بسرور عـاد بالضـرر


إن فتح باب الفتنة يكون بالعين المُحَمْلقة والبصر الطامح..
والإيمان أساس - هنا - في كبح الهوى ؛
لأنه مَن الذي يعلم خائنة الأعين ؟
من الذي يعرف كيف ترسـل بصرك ، وما النية الكامنة وراء هذه النظرة ؟

إن الإيمان هو الأساس الذي لا بد أن يثبت في القلوب :

{ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (30) سورة النــور

المثيرات مرفوضة

توجيه ثالث وهو :
منع المثيرات الحسية :

{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ }
(31) سورة النــور

ومعنى هذا أن جسد المرأة عورة ينبغي أن يُوارى أو أن يُدارى
وما عدا الوجه والكفين ينبغي ستره … فلا يجوز أن تلبس ملابس تصف البدن أو تشف عن مفاتنه أو تغري العيون الجائعة باستدامة النظر إليه فإن هذا كله فتح لباب الفتنة..

والإسلام عندما يأمر بالعفة وعندما ينهى عن الفحش فهو يسد الطريق ابتداءً أمام المثيرات التي ينزلق بعدها القدم…
لهذا كانت السورة كما قلنا سورة آداب جنسية إلى جانب أنها ضمانات وحصانات للأعراض وللشرف وللقيم…
من ذلك في أول السورة وآخرها أدب الاستئذان.. ففي أول السورة :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ،فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }

( النور 27، 28 ) .

آداب منزلية

وفي آخر السورة يقول :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ* وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم * وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

(النور 58،59) .

إن الأولاد في البيت ينبغي أن يعلموا آداب الدخول إلى الغرف..
هذا المعنى - معنى أن الأسرة التي تسكن شقة ،
وفيها غرف يُنبه على الأطفال في أوقات معينة ألا يدخلوا إلا بعد استئذان واضح.. -
أدب إسلامي ينبغي أن يعرفه المسلمون وأن يلتزموه..
هذا أدب إسلامي لا ينبغي أن نتجاهله أو نزدريه لأنه من ضوابط العِرض وصيانات الشرف التي تُربى عليها الأسرة الإسلامية .

عقوبات

فإذا حدث بعد ذلك أن انحرف أحد فإن العقوبة الإسلامية هي الجلد.. بإجماع المسلمين يُجلد الزاني الذي لم يُحصن..
أي لم يتزوج.. وجمهرة المسلمين على رجم المحصن…
والآية في هذا واضحة…

{ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ }

(2) سورة النــور

والجلد عقوبة للإنسان إذا هبط إلى درك الحيوان..
وكما أن الحيوان يُضرب بالعصا حتى ينفذ الأمر الذي صدر إليه
لأنه لا عقل له فكذلك إذا هبط إنسان عن منزلة العقل والضمير وارتكس في حمأة الشهوة

وأصبح منقاداً لغريزته الحيوانية فإنه يتعرض للعقوبة التي يتعرض لها الحيوان…
لأنه أصبح حيواناً إذ يسطو على عِرض كان ينبغي أن يصونه…
إذ ينتهك حرمات لله كان ينبغي أن يحفظها وأن يرعاها.
فإذا هبط إلى مستوى الحيوان فهو مستحق لعقوبة الحيوان…
على أن الرجم الذي جاءت به السنة إنما جاء إحياءً لشريعة قديمة.. فالإسلام لم يبتدع عقوبة الرجم للزاني أو الزانية إذا كانا محصنين…
إنما هذه الشريعة شريعة التوارة ولا تزال برغم ما أصاب كتب اليهود من تحريف…
لا تزال هذه الشريعة موجودة إلى الآن تنص على رجم الزاني والزانية
ما داما محصنين .

يقول أحد الأدباء تعليلاً طريفاً لهذا الحكم :
إن من هدم بيت الزوجية بزناه أو من هدمت بيت الزوجية بزناها ينبغي أن تنتقم أحجار البيوت كلها من جلده ومن بدنه حتى يتعلم كيف يصون البيت!!

ولذلك قال القرآن :

{ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ }
(2) سورة النــور

القذف حرام

وإلى جانب صيانة الأسر عن طريق منع العمل الرديء فإن الأسر
يجب أن تصان عن طريق رفض أي اتهام لا يليق من هذا القبيل،
والإسلام في هذا كان حاسماً…
فمن قذف إنساناً بالزنا أو قذف أصله أو قذف فرعه الذي يتصل به ويمت إليه بسبب وثيق ينبغي أن يُعاقب بالجلد ثمانين جلدة:

{ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}
(4) سورة النــور

وهذا نوع من التأديب لا بد منه، وقد نُفذ هذا العقاب فيمن تطاول على مقام أم المؤمنين رضي الله عنها..
فإن بعض الناس تسافه ووقع في شَرَك أحد المنافقين الذين يكرهون النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة الحق التي بُعث بها
وحاولوا في خبث وخسة أن ينالوا من مكانة البيت النبوي
فأشاعوا عن السيدة عائشة رضوان الله عليها كلاماً هي منه بريئة
وهي فوقه بمراحل
وقد نزلت براءتها من عند ذي العرش جل جلاله,
وبيّن أنها أعظم من أن تُلم بهذا وأكبر من أن يُلاك عرضها على هذا النحو ، وقيل للمؤمنين في هذا كلام ينبغي أن يعرفوه ويحفظوه :

{ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}

(11) سورة النــور

ثم يؤدب الناس:

{ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ * لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ }
( 12-13) سورة النــور

حتى لو رأيت بعينك وأنت واحد فلا يجوز أن تتكلم
لأن الله جل شأنه يريد أن يستر… يريد أن يعطي فرصة للتوبة…

وفي الحديث

[ من ستر على مؤمن عورة فكأنما أحيا موؤودة ]

إن ناساً قد يخطئون ولكن الله جل شأنه لا يعامل الناس بخطأ يرتكبونه..
إنه يفتح لهم باب المتاب وفرصاً لا حصر لها حتى يثوبوا إلى رشدهم ويستقيموا على الصراط المستقيم:

{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى }
(45) سورة فاطر

تلك الأحكام التي تقررت فيما يتصل بالانحرافات الجنسية بالتهم التي لا ينبغي أن تجري على لسان مسلم يحافظ على الأعراض…
هذه الأحكام ينبغي أن نرعاها وأن نحافظ عليها
.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lahne-almafarik1973.yoo7.com
روح الاسلام
المدير العام
المدير العام
روح الاسلام


انثى
عدد الرسائل : 2163
العمر : 50
الموقع : منتديات لحن المفارق
العمل/الترفيه : موظفة حومية
المزاج : عادي
الدولة : الاسرة ملف كامل D0dfd110
الاوسمة : الاسرة ملف كامل 3547_1180475852
تاريخ التسجيل : 25/03/2008

الاسرة ملف كامل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاسرة ملف كامل   الاسرة ملف كامل Icon_minitimeالأحد 27 أبريل 2008, 1:10 pm




كيف تسهم المرأة في تنمية المجتمع وهي داخل بيتها؟

ردا على من يربطون عمل المرأة بالخروج :

كيف تسهم المرأة في تنمية المجتمع وهي داخل بيتها؟

تحقيق/ هناء محمد

جعل الله الإنسان خليفته في أرضه - رجلا كان أم امرأة –
وهذه الخلافة تتطلب أن يعمل كل منهما لعمارة هذه الأرض،
ويشارك في تنمية مجتمعه ووطنه، ويعتقد كثير من الناس أنه لكي تشارك المرأة في التنمية
عليها أن تخرج إلى العمل وتزاحم الرجال
حتى تصبح امرأة لها شخصيتها وكيانها،
وتستطيع أن يكون لها دور في مجتمعها، وهذا فهم خاطئ؛
إذ يمكن للمرأة أن تؤدي دورها الكبير من داخل بيتها.
فكيف يمكن للمرأة المسلمة القيام بهذا الدور؟
هذا التحقيق فيه بعض الإجابة .

يقول الأستاذ الدكتور سيد دسوقي - رئيس قسم هندسة الطيران بجامعة القاهرة :

الفرد المسلم - ذكرا كان أو أنثي - إنسان نافع يطالبه دينه أن يعمر الأرض بالخير،
والنساء شقائق الرجال في هذه الدنيا، وإعمارهن الأرض من حولهن أمر واجب بالعقل والنقل.
وهذا الإعمار يحتاج إلى آلاف التخصصات العامة والدقيقة، منها ما يناسب الرجل ومنها ما يناسب المرأة.
ولا يختلف إنسان على أن من أعظم الأعمال الإنسانية القيام بتربية النشء
في فترات الحضانة التربوية،
وغياب المرأة في هذا الشأن يؤدي إلى كوارث في بناء الشخصية
يصعب إزالتها مع الأيام إلا برحمة من الله تعالى.

والحقيقة أن نمط التنمية في المدينة المصرية
هذه الأيام خنق دور المرأة التنموي،
فهي محبوسة في شقة لا تستطيع فيها أن تقوم بما كانت تقوم به في قريتها في الريف المصري،
هذا النمط الجديد يناسب بعض الأعمال الحديثة التي يحتاج إلى دربة خاصة،
فيمكن للمرأة في هذه الشقة الصغيرة، وفي فراغها الكبير أن تقوم بأعمال التجميع الإلكتروني، أو التريكو، أو التفصيل،
وربما صناعات البرامج الحسابية، وتستطيع أيضا أن تقوم ببعض الصناعات الغذائية الصغيرة مثل صناعة الجبن والمخللات.

ويضيف الدكتور سيد دسوقي قائلا:
إن نوع التنمية الحالي في المدينة يحتاج إلى تصميم منظومة للأعمال التي يمكن أن تؤديها المرأة في بيتها،
ولا تضطرها للخروج المهين في المركبات العامة،
حيث تضيع يومها في الانتقال من البيت إلى عمل وهمي،
ثم إلى بيتها مرة أخرى.

ويحتاج ذلك كله إلى أن يبذل جهدا في تصميم مناهج خاصة للمرأة تجعلها أكثر قدرة على أداء رسالتها الإنتاجية،
وحتى تكون هناك تنمية إسلامية بديلة ينبغي أن تعمل الجماعات الإصلاحية على تدريب النساء على حرف منزلية يزيد بها الإنتاج القومي،
كما يزيد بها دخل الأسر.

الإسلام قدم مشروعا حضاريا

ويقول الدكتور عبد الحميد الغزالي - رئيس قسم الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية -:

لاشك أن الإسلام قدم مشروعا حضاريا متكاملا
يهدف كغاية نهائية إلى عبادة الخالق تبارك وتعالى عبادة بالمعني الواسع، والذي يشمل عملية إعمار الأرض أو التنمية الاقتصادية تنمية جادة وشاملة ومستمرة،
ويقوم هذا المشروع بواسطة الإنسان، ومن أجل تحقيق حياة طيبة كريمة للإنسان،
أو كما يسميه الفقهاء تحقيق حد الكفاية أو حد الغنى لكل فرد يعيش في ظل النظام الإسلامي.

ويضيف:
لا شك أيضا أن دور المرأة في هذا المشروع الحضاري
يعد أكثر من أساس،
ومن هنا كان تكريم الإسلام للمرأة تكريما حقيقيا
لا يمكن أن يتوافر في أي مشروع حضاري آخر،
فالمرأة بالقطع وفقا لهذا المشروع ليست نصف المجتمع، وإنما هي أصل، بل كل المجتمع فعليها تقع تبعة أساسية في قيام المجتمع الإسلامي واستمراره في الوجود،
وهي تبعة تربية وتنشئة الأجيال،
فهي التي تخرج بفكرها ويديها أفرادا هم أهم عنصر من عناصر الإنتاج، وهو عنصر الأيدي العاملة.

الأساس والمشاركة

ويؤكد الدكتور عبد الحميد الغزالي - أستاذ الاقتصاد -

أنه كلما كانت عملية التربية تسير وفق المنهج الإسلامي،
كان عنصر العمل عنصرا إيجابيا حقا، هذا من حيث الأساس،
أما من حيث المشاركة، فالمرأة يتمثل دورها في جانبين:
جانب الاستهلاك وجانب الإنتاج.

فبالنسبة لجانب الاستهلاك فإذا ما تحلت المرأة المسلمة بأخلاقيات وضوابط النهج الإسلامي في الاستهلاك
استطاعت كربة بيت أن ترشد الاستهلاك دون تقتير وتنظمه دون إسراف، على أساس من القوام الإسلامي.

ويضيف أن تقديم متطلبات أفراد الأسرة بشكل متوازن يحفظ لهم قدرتهم على العمل وتوازنهم النفسي،
مما يسهم مساهمة مباشرة في زيادة إنتاجهم.

عمل المرأة

ويقول الدكتور الغزالي:
المرأة يمكن لها أن تخرج للعمل شريطة ألا يتعارض مع وظيفتها الأساسية وهي إعداد النشء، وتربية الأجيال،
وفي أنشطة إنتاجية تتفق وطبيعتها كالتدريس والتمريض وغيرها،
ولاشك أن في هذا الجانب إسهاما إيجابيا في عملية التنمية الاقتصادية.

وعلى ذلك يمكننا القول إن دور المرأة أساس ليس في التنمية فقط من حيث ترشيد الاستهلاك، أو من حيث كونها مساهمة إيجابية بما يتفق وطبيعتها -

وإنما من حيث وجود المجتمع المسلم السوي ذاته من خلال إقامة بيت مسلم يسير وفقا لشرع الله (عز وجل).

من قال إن المرأة في منزلها لا تعمل؟

أما الدكتور حامد الموصلي – الأستاذ بكلية الهندسة جامعة عين شمس، وصاحب فكرة مشروع الصناعات الصغيرة – فيقول:

إن هناك مغالطة كبري، وهي أن دائرة عمل المرأة قاصرة على المنشآت والمؤسسات التي يضمها القطاع المنظم،
وأن المرأة لكي تعمل وتكتسب صفة "المرأة العاملة"
عليها أن تخرج من المنزل.

ثم يطرح سؤالا يقول فيه:
من قال إن المرأة التي تبقي بالمنزل لا تعمل؟
ويجيب بإحصائية وهي أن ساعات عمل المرأة في فرنسا في الستينيات بلغت 45 مليار ساعة في السنة
في حين لم تتعد عدد ساعات العمل للقوي العاملة من الجنسين خارج المنزل 44 مليار ساعة.

ونخلص من هذا إلى أن ربة البيت تعمل أكثر من نظيرتها التي تعمل خارج المنزل وهي أيضا (امرأة عاملة).

وتشير إحدى الدراسات التي أجريت في أمريكا في السبعينيات
إلى أن ما يحققه العمل المنزلي للمرأة من عائد يمثل حوالي ثلث الناتج القومي إذا قيم بأسعار السوق،
وأن متوسط قيمة الإنتاج المنزلي الذي تقوم به الزوجة الأمريكية
يمثل حوالي 60% من الدخل القومي للأسرة (الزوج والزوجة معا)
من عملهما خارج المنزل،
وأن الخسارة في قيمة الإنتاج المنزلي الناجمة عن خروج المرأة للعمل تساوي تقريبا الزيادة النقدية
التي تحققها المرأة نتيجة لالتحاقها بالقوي العاملة بالقطاع المنظم.

ويقول الدكتور حامد:
ليس هذا موقفا ضد عمل المرأة خارج المنزل
فنحن مدعوون جميعا رجالا ونساء للعمل كل لما يسر له،
ووفقا لما تمليه مصلحة الجماعة والأمة من ناحية،
والظروف الخاصة بكل أسرة من ناحية أخري،
والمطلوب ألا ينظر لخروج المرأة للعمل خارج المنزل،
كما لو كان إنجازا في حد ذاته، أو هروبا من مسئوليات أجسم،
وعمل أهم وأشق في بيتها.
المرفوض هو أن تتحول الدعوة لخروج المرأة للعمل خارج المنزل إلى حرب صليبية تشن ضد دور المرأة في المنزل كأم وكزوجة.

ويعرف الدكتور حامد الموصلي معنى التنمية فيقول :
إن معناها السائد في الفكر الاقتصادي هو تحقيق أعلى معدل نمو ممكن، أما إذا نظرنا للتنمية باعتبارها تحقيق الذات بالمعنى الحضاري والارتقاء بالجماعة والأمة،
فسوف يأتي إلى جانب الهدف الاقتصادي أهداف أخرى حضارية واجتماعية،
وسوف ينظر إلى دور المرأة في التنمية من منظور مركب،
فالمرأة حاملة للتراث الحضاري أكثر من الرجل،
ودورها في التنشئة الحضارية للأجيال الجديدة أهم من دور الرجل،
فدور المرأة في نقل المضامين الحضارية من جيل لجيل دور أساس
لا يسعنا أن نغفل عنه،
وخاصة أن المرأة تقوم بدورها هذا في إطار الأسرة -
اللبنة الاجتماعية الأساسية للمجتمع،
والوحدة الاجتماعية القادرة أكثر من غيرها على الصمود طويلا
في وجه كافة أشكال القمع الاجتماعي والحضاري
الذي يتعرض له الإنسان.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lahne-almafarik1973.yoo7.com
 
الاسرة ملف كامل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات لحن المفارق  :: منتديات الأسرة :: الحياة الأسرية-
انتقل الى: